كشفت جلسة محاكمة مشعوذتين بولايتي تيارت ومعسكر ضمن عصابة خطيرة تمتهن السحر وتنشط بالضاحية الشرقية، أنهما تجيدان قراءة الكف بحكم الوراثة وتمكنتا من الإطاحة بعدد من الضحايا وهن نساء اختلفت أعمارهن وقعن في شباك المتهمتين اللتين تدخلان من باب الصدقة وطلب المعروف لتمارسن طقوس شعوذة غريبة امتزجت بالرقية الشرعية وقراءة القران لفك الرباط والزواج، تنتهي بالنصب على الضحايا وسلبهن مجوهرات بقيمة تتجاوز 100 مليون سنتيم، في وقت لازالت الضحايا تحت وقع الصدمة ويعانين من أزمة نفسية. فيما لا تزال عناصر أخرى من الشبكة في حالة فرار وتواصل مصالح الأمن بحثها عنها. مصالح الأمن للمقاطعة الشرقية للعاصمة تمكنت من الإطاحة بالمشعوذتين شهر أكتوبر الماضي وذلك على خلفية الشكاوى التي وردت إليها عن نشاط المتهمتين وهما شابتان في مقتبل العمر في ممارسة طقوس شعوذة من أجل النصب والاحتيال، وتمكنّ بذلك من الإيقاع بثلاث عائلات بكل من برج البحري ويرج الكيفان ومنطقة درفانة. وفي جو ساده الدهشة والندم ووقع الصدمة سردت الضحايا تفاصيل مثيرة وخطيرة عن أجواء ومراحل الإيقاع بهن، حيث صرحت الأولى وهي صاحبة محل حلاقة أن المتهمة قصدتها إلى مكان عملها وأوهمتها بقراءة كفها مرردة تعويذات غريبة، ما جعل الضحية تدخل في دوامة وتنصاع لها مطبقة كل أقوالها، حيث طلبت منها احضار كل لوازم الصالون الجديدة وأخذها إلى المنزل، حيث حصلت سرقة كمية من المجوهرات بقيمة تفوق 50 مليون سنتيم، وذلك بعد أن استغلت المتهمتان وجود ثلاث بنات في منزل الضحية غير متزوجات، حيث تم إقناعهن بوقوعهن ضحية سحر خطير، بعد أن تم دفن ملابسهن الخاصة في مقابر منسية لتعطيل زواجهن مدى الحياة، وأن بإمكان المشعوذتين فك هذا الرباط بتلاوة القرآن وطقوس أخرى وذلك مقابل كل الصيغة الموجودة من منزل الضحايا والتي تم وضعها في كأس بعد تغطية كل أفراد الأسرة بغطاء صوفي كشرط أساسي لنجاح العملية، ومن ثم أخذ الصيغة كلها ووضعها في قطعة قماش بيضاء وتم بعدها ربط القطعة على شكل كيس وعندما انتهت هذه الطقوس طلبت المتهمتان من الضحايا إحضار السكر وإيهامهم أن الذهب موجود داخل الكيس الذي بحوزتهن وأمرا الضحايا بغلق كل هواتفهم النقالة، على أن يسمعا بخبر مفرح في الغد لتغادر المتهمتان البيت بعد أن استوليا على الذهب ويتعلق الضحايا بأوهام رجوعهما مع عرسان حققتها تلك الطقوس، وهي نفس السيناريوهات التي عاشتها باقي الضحايا اللائي وقعن تحت تأثير تلك التعويذات، رغم أن فيهن من هن ربات بيوت وكان الباب هذه المرة إبعاد العين والحسد، لتجمع كل القصص التي سردها الضحايا على أن المتهمتين تمكنتا من الحصول على كميات من المجوهرات تجاوزت قيمتها 100 مليون سنتيم وأكدن أن المتهمة الرئيسة كانت في كل مرة تزور بيوت الضحايا في شكل مغاير وذلك بتسمين نفسها من خلال ملابس غريبة وتكبير عمرها عكس ما بدت عليه في الجلسة.