جنود جبهة تحرير الكرة المشكّلين لفريق الخضر يكرّرون نفس أخطاء جبهة تحرير الوطن التي كسبت الثورة، ولكنها لم تنتج ثمرة! هذا ما تقوله الروايات المتطابقة عن المعارك الطاحنة السائدة بين صفوف لاعبي الخضر خلال تربصاتهم في الخارج تحضيرا للألعاب الإفريقية في أنغولا، وكأس العالم في جنوب إفريقيا.والسبب قسمة العلاوات والمنح والريع والسيارات، وحتى قسمة التشكرات والتصفيقات والهتافات وبرقيات التهاني! المجاهدون في العام 1962حققوا انتصارا تاريخيا على أكبر قوة استعمارية غاشمة مارست أبشع أنواع الظلم والقهر على الجزائريين. ولكنهم اختلفوا في أول يوم لاستلام الحكم بعد أن تبين بأن كل زعيم تاريخي (وحتى جغرافي) في رأسه ثورة ودولة ورقعة أراضي! وزادوا أكثر حين ذهبوا بعيدا وحولوا الكلام إلى تهديد، والتهديد إلى فعل كاد أن يؤدي إلى حرب ولايات أو أدى بالفعل، ولم تنته خلافاتهم التي نقلوها لنا إلى اليوم بعد كل هذه السنوات رغم ممارسة سياسة التصفية والتهميش لكي يعيش البعض دون الآخرين! وهذه الأخطاء هي نفسها التي تتكرر اليوم في ميدان الكرة منذ أن كافح الأبطال بأعجوبة ونالوا الاستقلال للعب في مناسبتين كبيرتين، وهي مرشحة إن هي استمرت لكي يذهب ريحهم مثلما ذهب ريح الأولين. وهذا بعد أن أظهر كبيرهم سعدان بأنه غير مستعد للبقاء على رأس مجلس ثورة الكرة، وربما يفعل ذلك روراوة بعد أن يرى في المنام بأن اللاعبين على كبر سمتعهم صاروا مثل الثيران أو الأقزام! وعندما يقولون إن التجربة الجزائرية في ميدان الثورة يمكن أن تشكل النموذج الأصح للفلسطينيين في الكفاح وليس في جني الأرباح، على الأقل مقارنة للتضحيات بالنتائج، فإن ذلك يفترض أن يقولوه للجزائريين أولا، على اعتبار أن المؤمن يبدأ بنفسه، وهو الأحق بالتضحية ثم يقولونه بعد ذلك للخضر الذين خرج من أجلهم الملايين في الشوارع ناسين كل شيء وهم يهتفون بهم تماما مثلما هتف جيل الاستقلال قبل نحو 50 عاما، وبعضهم حصل على صفر وآخرون تجاوزوا حدود القمر! خاصة أن معارك الكوراجية على الغنائم والمناصب والامتيازات ليست جديدة كما يدل على ذلك سجل الخضر نفسه.. إلا إذا كنا جميعا لا نتعلم من التاريخ وهي أخطر مادة يمكن أن ترسم المستقبل وقبله الحاضر وحتى ولو كانت الحكومة رسمت في آخر جلسة لها للعام الماضي سياسة ''الكورة''!!