استغل أمس مئات السكان من قاطني البيوت القصديرية ببلديتي البوني وعنابة، زيارة العمل والتفقد التي قام بها وزير السكن والعمران نورالدين موسى إلى الولاية وأقدموا على إشعال انتفاضة عارمة تنديدا بتأخر مصالحه في إنجاز المشاريع المسجلة بصيغة السكن الريفي وكذا المطالبة بالإفراج عن قوائم الاستفادة من السكنات الاجتماعية وتحويل المقيمين في شقق الغرفة الواحدة. والمثير في الموضوع أن كل المواقع التي عاينها الوزير اشتعلت في وجهه. وحاول المحتجون اختراق الطوق الأمني الاستثنائي المفروض على موكب نورالدين موسى على غرار ما حصل بأحياء ''بيداري'' وسيدي سالم وبوخضرة في البوني، حيث اشرف مسؤول القطاع على توزيع حصة 200 مسكن اجتماعي إيجاري. وكذلك تكرر الأمر حين توجه الوزير إلى أحياء ببلدية عنابة، حيث واجهه المواطنون ومعظمهم من النساء والشبان في حي بوحديد حين أشرف على توزيع 100 سكن اجتماعي لفائدة منكوبي مركز العبور بسيدي حرب. وقال الوزير في لقاء جمعه في ختام الزيارة بممثلي وسائل الإعلام، ''إن السلطات أحصت 553 ألف سكن فوضوي على المستوى الوطني منذ إحصاء أفريل ,2008 من بينها 3084 بيت قصديري و8 آلاف بناية قديمة بولاية عنابة''. ولم يكن بحوزة موسى من سلاح أثناء اصطدامه بالمحتجين إلا حثهم على التعقل واتباع الإجراءات القانونية والتحاور مع ممثلي السلطات المحلية لفض أزماتهم وانتظار البرامج السكنية المقبلة. يشار إلى أن الزيارة الوزارية كانت مبرمجة بداية الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت بسبب ورود معلومات إلى المصالح الأمنية عن تحركات مشبوهة لتحريض قاطني البنايات الفوضوية على الاحتجاج والتظاهر أثناء مرور موكب الوزير.