تقرير التنمية الثقافية العربية الثاني الذي صدر مؤخرا تجاهل هذه المرة ذكر الجزائر، لا من قريب ولا من بعيد.ولو كانت المؤسسة التي تصدره وهي مؤسسة الفكر العربي مقرها في القاهرة ك''الكاف'' أي الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، لقلنا إن رئيسها كان أشبه بالحكم البينيني كوفي كوجيا أي كوجاك الذي تحامل علينا كما هو معروف وأسدى معروفا للمصريين مقابل ''مصروف'' والله أعلم! ولكن مقر المؤسسة يوجد في بلد المرحوم الشيخ زايد آل نهيان الذي يشهد له الجميع في الجزائر بأنه شد على عضد الوطن في الشدة والمحن، وبالتالي يكون له جانب من الصدق والمصداقية، حتى وإن اعتبرت الوزيرة خليدة تومي التي بينها وبين الثقافة مسيرة دهرا أن التقرير الأولي الذي سمعت عنه ''لا حدث''، وليس معيارا للحكم على الثقافة. وإن عرج على الجزائر في تلك المرة. عام الثقافة المنصرم ميزه على الأقل مهرجانات: الجزائر عاصمة الثقافة العربية، طبعت فيع بعض الكتب على نفقة الحكومة وحضر بعض العربان. والمهرجان الإفريقي الذي غاب لأعوام قبل أن يحط عندنا مع الرقصات التاريخية وشطحات ''قرقابو'' والراي ''التالف''. وهما مهرجانات استهلكا لوحدهما ميزانية ضخمة، أثارت حفيظة الغراب الذين طمعوا في سقف بالمجان، وعندما يتزامن نشاط هز البطن وتحريك العضلات ودوران الرأس باعتبارها نشاط ساد مدة عام تقريبا، مع نشاط آخر شعاره''امعاك يا الخضرا'' ولو على الجمرة والحلوة والمرة، فإن ذلك يشكل ديكورا عاما لثقافة الكرعين التي طغت على ما أنتجه الرأس، وإن كان عقيما بعض الشيء شديد المراس، وربما يكون عذا سببا رئيسيا في منح الجزائر صفرا مزدوجا في مجال الفكر كمحصلة لعام كامل من النشاط الثقافي والفكري كما حسبت خليدة ''الشطاحة'' التي ثبت بأنها لا تتمالك نفسها إن هي سمعت دفات البندير ونغمات المزمار ولو كان من باب المطار.. وكما يقال إذا كان رب البيت للطبل ضاربا فلا تلومن الأطفال إن رقصوا وحتى طلبوا عشرين على عشرين في التهريج الكروي الذي يحسبونه فكرا.