أكد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في تصريح ل''البلاد'' عبر مستشاره الخاص وليد أبو النجا، بأن الاحتفال بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم يكون باستحضار مكارم أخلاقه وتذكير الناس بمآثره التي نسيت. جاء تصريح رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي قبيل احتفال الأمة الإسلامية بحلول المولد النبوي الشريف الذي أصبح يأخذ عدة أشكال وطقوس للاحتفال به. وفي هذا الصدد يقول الشيخ القرضاوي ''هناك لون واحد من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعا للمسلمين أسوة بالصحابة رضوان الله عليهم الذين لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان حيا في ضمائرهم ولم يغب عن وعيهم''. وهنا استشهد الشيخ القرضاوي بالصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص الذي كان يقول في هذه المناسبة العظيمة ''كنا نروي لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نحفظهم السورة من القرآن ونحكي لهم ماذا حدث في غزوات النبي بدر وأحد، والخندق وفي غزوة خيبر''، مضيفا بأن الصحابة كانوا يحكون لأبنائهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكر هذه الأشياء، على حد تعبيره. وفي السياق ذاته، أكد الشيخ القرضاوي بأن تلك الأحداث نسيها الناس فيما بعد وأصبحت غائبة عن وعيهم وعقولهم وضمائرهم، فاحتاجوا إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نسيت. وفي هذا الإطار يقر العلامة قائلا ''صحيح أنه اتخذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل من خلال تذكير الناس بحقائق السيرة النبوية الشريفة والرسالة المحمدية، فعندما نحتفل بمولد الرسول فنحن نحتفل بمولد الرسالة، وتذكير الناس برسالة رسول الله وبسيرته صلى الله عليه وسلم''. من ناحية أخرى قال القرضاوي إنه يحرص عند حلول ذكرى المولد النبوي الشريف على تذكير الناس بهذا الحدث العظيم وبما يستفاد به من دروس لربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى ''لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا''. على صعيد آخر، دعا العلامة يوسف القرضاوي الأمة الإسلامية إلى التضحية كما فعل الصحابة الكرام على غرار علي حينما وضع نفسه موضع النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماء بنت أبي بكر الصديق وهي تصعد إلى جبل الثور ''لنخطط كما خطط النبي للهجرة ونتوكل على الله كما توكل صلى الله عليه وسلم على الله'' . وأضاف بأن الأمة الإسلامية في حاجة إلى هذه الدروس، فهذا النوع من الاحتفال تذكير الناس بهذه المعاني كونه يعتبر ''ثمرة إيجابية تتمثل في ربط المسلمين بالإسلام وبسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال؛ ولا نقر أحدا عليها''، كما جاء على لسانه.