دعا الشيخ يوسف القرضاوي في تصريحات حصلت عليها ''البلاد'' حصريا، أنصار المنتخبين الجزائري والمصري إلى ضرورة التحلي بالروح الرياضية ونبذ الخلاف وتجاوز ما فات كون الروابط التي تجمع البلدين أكبر من أن تنالها أحداث طارئة. أكد الداعية والدكتور يوسف القرضاوي ل''البلاد'' عبر مستشاره الخاص وليد أبو النجا، بأن الذي يخوض مباراة اليوم ليس شارون ولا باراك ''بل هو أخ لك يتجه معك إلى القبلة ويؤمن معك بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا'' كما أن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء حيث قال الرسول الكريم ''ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية. وليس منّا من مات على عصبية'' واعتبر الشيخ أنه ولو تركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلم الرياضي أن يصافح غريمه غالبا كان أو مغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة، فمن غلب اليوم يمكن أن يغلب غدا، ولا بد من الكفاح أبدا. وعبر رئيس مؤسسة القدس الدولية عن أسفه لتسبب المقابلات الكروية في تأزيم العلاقات بين الجزائر ومصر حيث قال ''إني آسف على قومي أن يضخموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية، وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون هاهم العرب الموحدون، ويقول أحدهم انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلونهم إلى الملاعب.. وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل''. وألقى الداعية اللوم على من سماهم ب''بعض المسؤولين'' كونهم تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير وانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وأعمال لا يجوز أن تصدر ''أصبحنا نعيش حالة التهييج، كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي هو إسرائيل، التي تتفرج علينا وتقول ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا''. وفي ذات السياق أكد الشيخ يوسف القرضاوي بأن الموقف الصحيح يقتضي في حال انتصرت الجزائر أو مصر، أن يقول الطرف المغلوب الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.. فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام. واستشهد الشيخ هنا بقوله تعالى ''إنما المؤمنون إخوة''، وعليه، يضيف، فإن المصري أخو الجزائري، والجزائري أخو المصري، ربطهم الإيمان، وجمعهم القرآن، وألف بينهم الإسلام. من ناحية أخرى، دعا الشيخ يوسف القرضاوي الصحف والقنوات الفضائية والمسؤولين السياسيين ورجال الثقافة في البلدين إلى ''وقفة صريحة مع النفس ليرصد كل منهما التجاوزات التي صدرت من طرفه، ليحاسب عليها من فعلها'' ذلك أن الله سبحانه وتعالى أوصانا، يضيف، بالعدل في الغضب والرضا فقال ''يا أيها اللذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين''. وشدد الشيخ خلال حديثه عن العلاقات بين البلدين، على أن الروابط المشتركة بين مصر والجزائر أعمق من أن تنال منها أحداث طارئة صدرت في وقت غضب عارض من فئات هُيجت فهاجت في كلا البلدين، فهما بلدان كبيران يعتبر كل منهما ركنا ركينا للأمة العربية الإسلامية، وهما بلدان عربيان مسلمان وشريكا كفاح وجهاد وبينهما تاريخ مشترك، وقفا فيه صفا واحدا، ضد عدو مشترك، فيوم قدم الجزائريون مليونا ونصف من الشهداء في معركة الحرية والاستقلال، يقول الشيخ، كانت مصر وراءهم ومعهم بكل ما تستطيع عسكريا وإعلاميا وسياسيا. من جهة أخرى، توقع الدكتور القرضاوي أن تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها مرجعا ذلك إلى أن ''بلدان كبيران مثل مصر والجزائر لا يمكن لهما الاستمرار في هذا النهج، والعودة إلى عصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أو فرس، كحربي البسوس وداحس والغبراء'' على حد تعبيره. واختتم الشيخ القرضاوي تصريحاته بتوجيه نداء إلى رجال الفكر والإصلاح والعلماء والمثقفين الذين دعاهم إلى ''رتق الفتق قبل أن يتسع الخرق على الراقع، ويسعوا بجد لإصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة فهي لا تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم''