موجة محاربة الفساد والكساد، خرجت من دائرة اقتراح البدائل، إلى تنافس الوزراء على إنشاء اللجان للقبض على ''الجان'' الذي تمكن في غفلة من ''عساس'' القصر من خطف قمر الزمان التي قد تكون ثروة منهوبة، أو بئر من تمر نفطي ولما لا سيارات وعقارات وطائرات نفاثة. ولد عباس، يقدم اكتشافا معاقا يتمثل في أن مصالحه فككت لغما ب121 ألف معاق مزيف، والقنبلة كان يمكن أن تمر مرور ''القفف'' المنهوبة، لولا أن في الرقم مغالطة كبرى، كون الاكتشاف نحيف جدا مقارنة بالمال المنهوب. فالمعاقون ''المزيّفون'' أكبر من أن يحصوا ولنبدأها من الحكومة المعاقة في وزرائها مرورا بالقطاعات المشلولة ومن يسيرها وانتهاء بالسادة الأميار، فالتزييف شامل والإعاقة من ''الساس للراس'' والجناة معاقون مزيفون برتبة مسؤولين يتقاضون ''الريع'' مقابل إنجازات الريح.. وزراءنا، يثبتون مرارا أن لهم لكل مناسبة درع وسيف، فهم فرسان مناسبات، فمثلا إذا تحدث كبيرهم، ولا يهم من ''هو''، عن محاربة الفساد فإن المتدافعين على ساح الوغى لا ينتهي ولكل وزير قرابين ''شمع'' ودمع، ينحرها للمناسبة تلميعا لصورة الفارس الوزير، والحال نفسه إذا ما تغير الموضوع من ملف الفساد إلى ملف الإطعام مثلا، فالفارس ''الحجاج'' تحوله ظروف المناسبة إلى حاتم طائي، فوزير الشباب والرياضة يدعم مرضى السرطان، ووزير الصحة يتعاطف مع الفلاحين ووزير الفلاحة يفكر في تدعيم ضحايا آبار النفط، والجميع يتضامن معهم ولد عباس الذي يمكن أن تجده في وزارة التجارة كما يمكن أن يفرض عليه الواجب تنظيم حملات لمحاربة الخنازير حماية لبيئة أنه لنا في كل مناسبة وزير.