أكد الاطلاع على القوانين المعتمدة في تحديد معايير الصورة البيومترية في جوازات السفر عند منظمة الطيران المدني الدولي، أن هذه الأخيرة في تعليماتها الموجهة إلى الدول راعت خصوصيات وتقاليد كل واحدة منها، حيث ذكرت أن تغطية الرأس مسموح بها إذا وافقت السلطات الوطنية المختصة على ذلك لأسباب عقائدية أو طبية أو ثقافية. وتكشف الوثيقة المنشورة على الموقع الإلكتروني لمنظمة الطيران المدني الدولية، في الصفحة 97 من الوثيقة باللغة العربية والصفحة 91 باللغة الفرنسية ثم الصفحة 79 باللغة الانكليزية، أنه ''لا يسمح استخدام أغطية الرأس إلا في الحالات التي توافق السلطات الوطنية المختصة عليها وقد ترتبط هذه الحالات بدوافع عقائدية أو طبية أو ثقافية''، في إشارة إلى الدوافع المذكورة وعلى رأسها الجانب العقائدي وهو يشمل الإسلام وغيره من الديانات الأخرى، دون أن تفوت ذات المنظمة التنويه إلى إمكانية استثناء كشف الرأس للأسباب طبية وحتى ثقافية. وقد أرفقت ''الإيكاو'' على موقعها الإلكتروني المعايير الدولية المعتمدة بالمطارات العالمية في تحديد الصورة التي يتسنى من خلالها التعرف على هوية صاحب جواز السفر، من خلال إدراجها نماذج عن الصور البيومترية المقبولة وأخرى بجانبها غير مقبولة، وقد سمح الاطلاع عن هذه الصور المنشورة بالتأكد من أن صور المتحجبات مقبولة في جوازات السفر ولا تشكل أي عائق في التعرف على هوية أصحابها. وما يلفت الانتباه إلى هذه الصور أن من بينها صورا لنساء لا يرتدين الخمار غير أن تسريحة شعرهن أخفت الأذنين، ومع ذلك اعتبرت صورهن مقبولة على جوازات سفرهن استنادا إلى المعايير التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولية. وغير بعيد عن منظمة الطيران المدني الدولية المعنية الأولى بوضع هذه المعايير، أكد موقع السفارة الألمانية في الجزائر أن المعايير المعتمدة في الصور للحصول على تأشيرة أو جواز سفر هي نفسها المعايير التي أقرتها المنظمة العالمية للطيران المدني، وتكشف الوثائق المنشورة في الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية، أنها لا تشترط كشف الرأس ولا الأذنين في الصور البيومترية لمنح تأشيراتها للطالبين، كما نشرت السفارة هي الأخرى نماذج عن الصورة المقبولة لدى مصالحها من بينها صور نساء يرتدين الخمار ولا يظهرن الأذنين، وهو ما يؤكد أن إظهار الأذنين ليس ضروريا كونهما ليستا من الملامح المطلوب تحديدها في الصورة البيوميترية. مما يعني أنه إذا ما سلم جدلا أن الخمار يشكل عائقا لتحديد ملامح صاحبة الصورة، وهو الأمر غير الصحيح لدى المنظمة العالمية ولدى السفارات الأجنبية المتواجدة في الجزائر، فإن الشعر هو الآخر قد يؤدي وظيفة الخمار نفسها في تغطية الأذنين. الأمر الذي تكون مصالح المنظمة الدولية قد تنبهت إليه وهي تعتمد على تقنية البيومترية مما دفع بها إلى عدم الالتفات لتسريحة الشعر بما أنها قد تغطي الأذنين لأنها لو فعلت ذلك لأمرت ملايين النساء باعتماد تسريحات، غير أن ''الإيكاو'' اعتمدت التسهيل واكتفت بالواجهة المحددة بأعلى الناصية وأسفل الذقن. وبهذه المعطيات التي تأتي لإثراء الجدل القائم في الجزائر حول الصورة البيوميترية يبدو أن الأمر في يد وزير الداخلية المطلوب منه تكييف جهوده المبذولة في رقمنة وثائق الهوية بالمعايير الدولة من جهة وممارسته صلاحيات الدولة الجزائرية السيادية.