بدأت نتائج التصويت في الانتخابات العامة في بريطانيا بالظهور تدريجيا، وتشير النتائج الأولية التي ظهرت أمس إلى تقدم حزب المحافظين وتوجهه ليشكل أكبر كتلة برلمانية دون أن يتمتع بأغلبية مطلقة، في فوز تاريخي على حزب العمال الذي سيطر على مقاليد الحكم على مدار 13 عاما متواصلة. ويأمل المحافظون بالفوز بعدد كاف من المقاعد يمكنهم من تشكيل حكومة أغلبية، ولكن قد يكون هذا الهدف صعب المنال في ضوء النتائج المتوفرة إلى الآن. وبعد الإعلان عن النتائج في 72 دائرة انتخابية، تبين أن حزب المحافظين رفع رصيده من الأصوات بنسبة 8,3 مقارنة بانتخابات ,2005 بينما انحسرت حصة حزب العمال بنسبة 1,.4 وقد احتفظ الديمقراطيون الأحرار بنفس النسبة التي حققوها في الانتخابات الماضية. وجاء في تصريح من مقر رئيس الحكومة بلندن أن غوردون براون، الذي فاز بمقعد دائرته في أسكتلندا، قد يحاول تشكيل ائتلاف يحكم البلاد في حال فشل أي من الأحزاب الرئيسية الثلاثة بالفوز بأغلبية مطلقة. وكان استطلاع للرأي قد أشار بعد انتهاء عمليات اقتراع إلى فوز المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية البريطانية من دون أن تحقيق غالبية مطلقة تتيح لهم تشكيل الحكومة، متقدمين على حزبي العمال بزعامة غوردن براون والأحرار الديمقراطيين. وأظهر الاستطلاع الذي نشرته شبكات تلفزيونية أن المحافظين فوز ب307 مقاعد في مجلس العموم، وهو عدد أدنى من الغالبية المطلقة البالغة 326 نائبا من أصل .650 وفوز حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ب255 مقعدا وحل في المرتبة الثانية. وأوضح الاستطلاع أن الأحرار الديمقراطيون الذين حققوا اختراقا في الاستطلاعات خلال الحملة الانتخابية بفضل شعبية زعيمهم ''نيك كليغ''، سيحصلون على 59 مقعدا. وهذه النتائج، في حال تأكدت، ستشكل تراجعا مفاجئا للأحرار الديمقراطيين الذين كان لهم 63 مقعدا في مجلس العموم المنتهية ولايته. وهذا الوضع الذي يطلق عليه اسم ''البرلمان المعلق''، هو نادر جدا في المملكة المتحدة حيث النظام الانتخابي يعطي الأفضلية للحزبين. ويعود آخر برلمان معلق إلى العام .1974 ورغم حلوله في المرتبة الثانية، فإن رئيس الوزراء غوردن براون قد يستقيل أو يبقى في منصبه ويحاول تشكيل حكومة ائتلافية مع الأحرار الديمقراطيين. وفي مجلس العموم المنتهية ولايته، يتمتع العمال الذين يحكمون بريطانيا منذ 13 عاما، بغالبية مريحة من 345 نائبا مقابل 193 للمحافظين و63 للأحرار الديمقراطيين.