حقق المحافظون بقيادة ديفيد كاميرون النصر في الانتخابات التشريعية البريطانية، لكن دون غالبية مطلقة، مما ينذر بأزمة في المؤسسات قد يستفيد منها العماليون بزعامة غوردن براون للبقاء في الحكم. وأشار استطلاع للرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع نشرته شبكات ''بي بي سي'' و''سكاي نيوز'' و''آي تي في'' عند انتهاء التصويت ان المحافظين حصلوا على 305 مقاعد في مجلس العموم اي اقل من الغالبية المطلقة البالغة 326 نائب من اصل 650 مما كان سيتيح لهم تشكيل حكومة تلقائيا، وبحسب الاستطلاع، فاز حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ب255 مقعد وحل في المرتبة الثانية، بينما لم يحصل الاحرار الديمقراطيون سوى على 61 مقعد وبالتالي لم يتمكنوا من الاستفادة من الشعبية المفاجئة التي حققها زعيمهم نك كليغ في المناظرات التلفزيونية. بحسب نتائج شملت ثلاثة ارباع المقاعد ال650 في مجلس العموم، فإن المحافظين حصلوا على 230 مقعد ''36,6 بالمئة'' متقدمين على العمال ''177 مقعد، 27,7 بالمئة'' كما فشل الحزب القومي البريطاني بزعامة نك غريفين ''يمين متطرف'' في الحصول على أول مقعد له في مجلس العموم وهذه النتائج، في حال تاكدت، ستكون الاسوأ لحزب العمال منذ العام ,1983 إلا ان حزب العمال اعرب بوضوح عن نيته البقاء في الحكم من خلال تشكيل ائتلاف مع الاحرار الديمقراطيين مما قد يثير غضب المحافظين الذين يشكلون المعارضة منذ 13 عاما، وصرح كاميرون عند اعلان اعادة انتخابه في دائرته في ويتني بالقرب من اوكسفورد ''غرب لندن'' ''الحكومة العمالية فقدت تفويضها لحكم البلاد''، وينذر غياب غالبية مطلقة إلى احتمال انتخاب برلمان معلق سيكون الاول منذ ,1974 وسيؤدي إلى مفاوضات طويلة وصعبة مع الاحرار الديمقراطيين الذين رغم عدم تحقيقهم النتائج المتوقعة إلا إنهم قادرون على أن ''يرجحوا كفة الميزان'' بدعم المحافظين لكن خصوصا العماليين، بحسب المحللين، وفي غياب دستور مكتوب، تقضي الاعراف بان يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته وفي هذه الحالة غوردن بروان تشكيل حكومة إلا اذا اعتبر انه عاجز عن ذلك وقدم استقالته، واشار الاستطلاع إلى ان للعماليين والاحرار الديمقراطيين مقاعد اكثر ''''316 معا من المحافظين وحدهم، لكن من دون غالبية مطلقة، وكان كليغ اعلن خلال الحملة الانتخابية انه قد يقبل التعاون مع حزب العمال، لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون، ولمّح العديد من الوزراء العماليين إلى استعدادهم التفاوض مع الاحرار الديمقراطيين، وقال وزير التجارة والرجل الثاني في الحكومة بيتر ماندلسون ''من المؤكد اننا سنكون مستعدين لذلك الاحتمال''، إلا ان بروان وبعد اعادة انتخابه في دائرته في كيركالدي وكاودنبيث ''اسكتلندا'' رفض الاقرار بالهزيمة وأعلن أنه ''مستعد للعب دوره لتكون لبريطانيا حكومة قوية ومستقرة''، وفي حال اختار براون الاستقالة، سيكون كاميرون في موقع يؤهله للوصول إلى داوننغ ستريت، اما عبر التوافق مع الاحرار الديموقراطيين او مع احزاب صغيرة مثل الحزب الوحدوي الايرلندي واما عبر تشكيل حكومة اقلية. الخضر يدخلون البرلمان البريطاني لأول مرة حقق حزب الخضر انجازا سياسيا تاريخيا في بريطانيا وفاز بأول مقعد له في البرلمان عن بلدة برايتون الساحلية في جنوبانجلترا، وفازت كارولاين لوكاس زعيمة الحزب المدافع عن البيئة والعضو في البرلمان الاوروبي عن جنوب شرق انجلترا بمقعد برايتون بافيليون، وقالت لوكاس وهي في قمة السعادة ''الليلة صنع سكان برايتون بافيليون التاريخ بانتخاب أول نائب برلماني من الخضر في بريطانيا''، وأضافت ''أشكركم جدا على انكم قدمتم سياسة الامل على سياسة الخوف''.