أسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي على فعاليات الطبعة الرابعة لعكاظية الجزائر للشعر العربي وتظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية في حفل ب''قاعة الأطلس'' حضره وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم وكاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي ووزير الأسرى الفلسطيني إضافة لعدة وجوه دبلوماسية وثقافية. وافتتحت وزيرة الثقافة خليدة تومي سهرة الختام بكلمة أشارت فيها إلى مجهودات الفنانين والأدباء والمسؤولين الجزائريين من أجل إنجاح تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية ''التي لن تختتم وستبقى القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''، على حد تعبيرها. كما تطرقت الوزيرة إلى المكانة المرموقة التي صارت تحظى بها عكاظية الجزائر وهي لاتزال في طبعتها الرابعة، حيث جمعت هذا العام 57 مشاركا بين شعراء ودكاترة محاضرين من 61 دولة عربية. ومن جانبه، أشاد سفير دولة فلسطينبالجزائر بالمجهودات التي قدمتها الجزائر في إطار التظاهرة من حيث طبع مئة كتاب في إطار ''القدس عاصمة للثقافة العربية'' إضافة إلى العديد من التظاهرات الثقافية والفنية التي خلدت الحدث. أما الوزير ميهوبي فأطلق العنان لملكته الشعرية، ليليه شاعر الثورة الليبية علي الكيلاني والشاعر إبراهيم صديقي اللذان أتحفا الجمهور بباقة شعرية تغنت بالمقاومة والنضال الثوري. كما تداولت بعد ذلك كوكبة من الشعراء العرب المشاركين في التظاهرة التي انعقدت ما بين 8 و21 ماي الجاري، على قراءة بعض المقاطع الشعرية، منهم منصف المزغني من تونس والشاعر الأردني عبد الله أبو بكر والفلسطيني صالح أبو يوسف عبد القادر والشاعر الجزائري عيسى لحيلح وعبد الوليد البغدادي من ليبيا والشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد. وتحولت أنظار الحاضرين بعدها إلى العرض الساحر ل''الإلياذة الكنعانية'' الذي قدمته فرقة ''أورنينا'' السورية للرقص المسرحي على مدار ساعة وربع، حيث تجاوب الجمهور مع رقصات وتعابير في 71 مشهدا جسد كل واحد منها حضارة ''أرض كنعان'' و''مذبحة أريحا'' التي صورت فظاعة الجرائم التي ارتكبها ''أوشع بن نون'' في مدينة أريحا وأفول شمس الحضارة في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ أرض كنعان، والغدر اليهودي بمن لجأوا إليهم بعد المجزرة. من ناحية أخرى، توجت أشغال ''عكاظية الجزائر'' بعدة توصيات أهمها المطالبة باستمرارية التظاهرة وديمومتها لتكون علامة بارزة في المشهد الثقافي العربي في ظل انحساره في مهرجانات شعرية عربية وملتقيات. كما أكدت توصيات التظاهرة على مواصلة العمل على أن تكون صورة عاكسة لمكونات المشهد الشعري العربي في ثرائه وتنوعه، إضافة إلى توثيق فعاليات العكاظية وكتابة نصوصها الشعرية وإصدار نشرية تتزامن مع وقائع التظاهرة وجلساتها. كما دعت التوصيات إلى رصد مجموعة من الجوائز لبعض المشاركين من الشعراء والنظر في إمكانية توسيع الأنشطة مستقبلا إلى ولايات أخرى، والإبقاء على موضوع ''الشعر والمقاومة'' شعارا للدورة القادمة.