تمر غدا الذكرى السابعة لزلزال بومرداس، الذي ضرب منطقة الوسط بقوة 8,6 على سلم رشتر، مخلفا أكثر من 1300 قتيل و3000 جريح، وخسائر مادية كبيرة قدرت بالملايير·ما تزال الكثير من العائلات المتضررة من الزلزال، قاطنة بالشاليهات التي تم توزيعها لإيواء المنكوبين، ويقدر عددها بأكثر من 15 ألف سكن جاهز مكون من غرفتين وحمام، وذلك في انتظار إعادة إسكانهم، إلا أن هذه السكنات الجاهزة تحولت بعد مرور سبع سنوات على الزلزال إلى شبه أحياء قصديرية تشوه المنظر العام، على مستوى عديد البلديات التي تم فيها توزيع الشاليهات في كل من حي الكرمة، الساحل، بلدية بودواو، خميس الخشنة، أولاد هداج، وبرج منايل ·تقادم هذه السكنات الجاهزة وانتهاء صلاحية المواد التي تدخل في صناعتها أثقل كاهل السكان الذين يلجأون في كل مرة إلى إعادة إصلاحها· وقد اهتدت العديد من العائلات إلى الاستعانة بالفناء وتحويله إلى غرفة إضافية نتيجة حالة الضيق التي تعيشها منذ سبع سنوات· فيما تعمد العديد من العائلات حاليا، خاصة مع حلول موعد الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى اتخاذ الفناء كمطبخ تفاديا لارتفاع درجات الحرارة داخل الشاليهات وخوفا من حدوث أي حريق يكلفهم البقاء في الشارع من دون مأوى· من جهة أخرى أصبحت هذه السكنات الجاهزة بمثابة إزعاج للسكان، خاصة من طرف الذين يلجأون إلى تأجيرها مع حلول موعد الاصطياف، لعدم احترامهم لسكان الحي، وإحداثهم أصوات مزعجة، ناهيك عن الشاليهات التي تبقى شاغرة طوال العام ويستغلها بعض الشباب الطائش المدمن على المخدرات والممارسات غير الأخلاقية ما يقلق العائلات· للتذكير، عقب الزلزال الذي ضرب الولاية، اتخذت السلطات العليا للبلاد إجراءات وقائية تهدف إلى تنظيم البناءات، تكون مضادة للزلازل، ورفع درجة مقاومة البنايات وتصنيف المنطقة إلى منطقة زلزالية من الدرجة الثالثة·من جهتها نددت العائلات القاطنة بشاليهات حي الكرمة التابع إداريا لبلدية بومرداس شرق الولاية، بالوضعية المزرية التي لحقت ببيوتها الجاهزة في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة، مشيرين إلى أنه تم تحويلهم إليها منذ أكثر من 6 سنوات عقب زلزال 2003 لتجد نفسها في معاناة دائمة، وأبدت العائلات تخوفها من قضاء سنوات أخرى بها، خاصة بعد انتشار الأمراض المزمنة وسط الأطفال، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يعيشونها، مع اهتراء شاليهات حي الكرمة ببلدية بومرداس وصعوبة العيش فيها، وافتقارهم لأسباب العيش الكريم·ويجدد سكان البيوت الجاهزة رفع انشغالاتهم إلى السلطات المعنية وعلى رأسها المسؤول الأول عن الهيئة المحلية للإسراع في ترحيلهم إلى سكناتهم بحي 1200 مسكن، وإدراج أسمائهم ضمن قوائم المستفيدين من السكنات، آملين أن تجد نداءاتهم صدى إيجابيا في أقرب الآجال·