تحل اليوم الذكرى الخامسة لزلزال 21 ماي 2003، الذي ضرب بومرداس وما جاورها ولم يعد شاهدا عليها إلا ما بقي عالقا من الذكريات الأليمة في أذهان من عايشها والتغيرات الكبيرة التي نجمت عن ذلك في مختلف المنشآت والبنايات. ويلاحظ ميدانيا بأنه لم تعد هناك أي آثار لمخلفات هذا الزلزال من البنايات المهدمة وغيرها إلا تلك الشاليهات (البنايات الجاهزة) التي لازالت مزروعة في مناطق متعددة عبر تراب الولاية بعد تغير مهمتها من إيواء المنكوبين إلى إيواء مختلف المواطنين بعد تحويلها إلى الطابع الاجتماعي. وكانت الدولة غداة حدوث هذه الكارثة، جندت كل طاقاتها البشرية والمادية من أجل مجابهة الآثار الناجمة عن ذلك للتكفل و"بشكل فوري" بكل المنكوبين، حيث وصلت المبالغ المالية الإجمالية التي رصدت حينها حسبما أفاد به مصدر من ديوان الوالي إلى أكثر من 78 مليار دج. وأفاد عدد من المواطنين ممن تهدمت سكناتهم وفقدوا أحد أبنائهم وأقاربهم جراء الزلزال بأنهم قد "تعافوا كلية من تلك الآثار النفسية الصعبة"، ورغم مرور سنوات قليلة على هذه الذكرى إلا أنهم "نسوا تقريبا كل شيء" و"اندمجوا من جديد تماما في الحياة الطبيعية بنفسية جديدة وعزيمة قوية". وأضاف المصدر بأن هذه الميزانية "الضخمة" موزعة في إطار البرامج القطاعية والمخططات البلدية للتنمية وصناديق التضامن الوطني والسكن والكوارث والإعانات المالية الأخرى المختلفة إضافة إلى إنجاز 8 آلاف سكن للمنكوبين. وقد تمّ من خلال هذه الميزانية التكفل بقرابة 95 بالمائة من المنكوبين الذين صنفت منازلهم في الخانة الحمراء إلى حد اليوم ما يمثل 9954 عائلة من أصل أكثر من 10 آلاف منكوب انهارت منازلهم ويبقى 400 منكوب آخر في انتظار إعادة إسكانهم ببلدياتهم "احتراما لرغبتهم في عدم التنقل إلى بلديات أخرى". وأوضح المصدر بأن 6650 عائلة من مجموع العائلات المنكوبة المصنفة في الخانة الحمراء تمّ التكفل بها عن طريق إعادة إسكانها في سكنات جديدة في إطار برنامج 8 آلاف سكن، فيما استفادت 2430 عائلة أخرى من إعانات مالية لإعادة البناء الفردي و797 عائلة تمّ إعانتها في إطار إعادة البناء الجماعي و77 فضلوا إعانات لاقتناء سكن جديد. كما تمّ في الإطار -يضيف المصدر- تقديم إعانات مالية تقدر بأكثر من 21 مليار دج لترميم أكثر من 85 ألف مسكن متضرر بنسب متفاوتة منها أكثر من 12ألف مسكن مصنف في الخانة برتقالي 4 وأكثر من 20 ألف في البرتقالي 3 وأكثر من 53 ألف في الخانة أخضر 2. كما قدمت الدولة من مجموع هذه الميزانية إعانات مالية أخرى للمنكوبين تتمثل -حسب المصدر- في تعويض 1473 عائلة فقدت أحد أفرادها جراء الزلزال بمبلغ إجمالي يفوق 1 مليار دج وتسوية الوضعية المالية ل3524 ملف خاص بالكراء المؤقت للسكن بمبلغ يفوق كذلك 1 مليار دج. إضافة إلى ذلك تمّ تقديم إعانات مالية لإعادة التأثيث لأكثر من 12 ألف عائلة خصص لها ميزانية تفوق 2 مليار دج والعملية لا تزال مستمرة لتسوية جميع الملفات في هذا المجال. وفي إطار عملية تطهير قوائم المستفيدين من إعانات إعادة البناء والترميم، ذكر المصدر بأنه قد تمّ إلغاء استفادة أكثر من 4 آلاف من إعانة غير قانونية ويتابع حاليا أكثر من 1700 مستفيد من أجل استرجاع ما تحصلوا عليه فيما أعاد أكثر من 800 شخص الإعانة التي قدمت لهم من طرف الدولة في هذا الإطار. ومن جهة أخرى، أشار المصدر إلى وجود قرابة 16 ألف سكن جاهز (شالي) تم تنصيبها ب100 موقع عبر تراب الولاية، 92 بالمائة منها مستغلة حاليا في إطار "اجتماعي" إثر عملية إعادة توزيعها فور إعادة إسكان قاطنيها من المنكوبين في سكنات لائقة. كما أوضح بأن عملية "تحويل تسيير" هذه السكنات الجاهزة من مصالح الولاية إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري مستمرة وقد بلغت نسبة 60 بالمائة على أن يتم الانتهاء منها في القريب العاجل ليباشر الديوان بعدها عملية تطهير قوائم المستفيدين.