تشكل السياحة الحموية بولاية الجلفة رافدا إضافيا للقطاع بالولاية، التي تشتهر بمنابع ثلاثة لا يختلف اثنان في ميزة مياهما للعلاج من عدة أمراض. واستقبلت مديرية السياحة بالولاية العديد من الطلبات للاستثمار في هذه المنابع الحموية، وتعكف حاليا على دراستها بغية جعل المنابع قبلة للسياحة قصد العلاج والاستجمام. وتتمثل المنابع الثلاث في المنبع الحموي لحمام الشارف الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن ,19 حيث عرف أول تهيئة له في سنة 1929 تاريخ بناء حمامين اثنين. ويتواجد منبع الشارف على بعد 7 كيلومترات شرق مقر بلدية الشارف وعلى بعد 50 كلم غرب مقر الولاية و300 كيلومتر جنوب العاصمة. ويرتفع عن سطح البحر ب1150 متر، حيث ينبع من مكان يسمى الحاجية وهو سهل المنفذ للطريق الوطني رقم 46 وهذا ما يفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة وكذا البلديات المجاورة وحتى مناطق أخرى بعيدة، زيادة على المناخ الذي يميز المنطقة والذي يخفف من درجة الحرارة صيفا. ويتمتع هذا المنبع -حسب الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية في سنة 2002- بعدة خصوصيات فيزيائية وكيماوية وعلاجية تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40ل/ ثا، فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل. ويستغل هذا المنبع تقليديا وتحاول مديرية السياحة أن تحسن هذا الاستغلال وجعله أقرب إلى الحداثة• وهناك منبع المصران وهو منبع حموي يقع بالقرب من الطريق الوطني رقم 1 على بعد ثماني كيلومترات جنوب مقر بلدية حاسي بحبح ويبعد ب42 كلم شمال مقر ولاية الجلفة ويرتفع على سطح البحر ب850 متر• وتبين من خلال الدراسة المنجزة من طرف المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 1988 أن المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بمقدار 10ل/ ثا وبحرارة خروج 52 درجة مئوية، من شأنها معالجة أمراض مختلفة كالروماتيزم وتصلب الشرايين وأمراض النساء والجلد والغشاوة والجهاز البولي. أما المنبع الحموي الثالث الذي يقع ببلدية لقطارة، فيعد إرثا طبيعيا آخر وموردا هاما للسياحة العلاجية، حيث يبعد عن مقر الولاية ب170 كلم جنوبا وترتفع المنطقة عن سطح البحر ب387 مترا ويتميز بحرارة خروج الماء ب45 درجة مئوية وبتدفق 3 ل/ثا. ومن شأنه هو الآخر معالجة عدة أمراض كما هو الحال للمنبعين السابق ذكرهما وذلك استنادا للدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة .2002 غابات أولاد نايل تغزوها الرمال إلى جانب السياحة العلاجية المعول عليها -حسب مصالح مديرية السياحة- توجد بهذه الولاية تباعا من الشمال إلى الجنوب مواقع طبيعية خلابة من كثبان رملية وغابات الأطلس الصحراوي وهضبة ما قبل الصحراء في جنوب البلاد. فغابة سن الباء التي تبعد عن مدينة الجلفة ب 5 كلم تشكل أهم جبال أولاد نائل الأطلس الصحراوي، وتعد من بين المواقع الخلابة نظرا لوضعيتها الجغرافية ومساحتها وأهميتها العلمية والبيئية وتضاريسها ومناخها الجزئي، وهي كلها معطيات لمؤشرات إيجابية لإنشاء مجمع طبيعي واسع يمكن ممارسة الرياضة فيه، إلى جانب الراحة والترفيه مع الاحتفاظ بطبيعتها الغابية. ونظرا للخصوصيات المذكورة، فقد تم تحديدها واختيارها وإعلانها كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة إجمالية مقدرة ب5ر12 هكتار تزيد من جمالها أشجار الصنوبر الحلبي. بلدية مسعد هي الأخرى تتوفر على غابة لا تقل أهمية عن غابة سن الباء وهي غابة النخيل، وتقع بمحاذاة واد مسعد المتواجد بالوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي التي تشكل حاجزا والذي يحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما وقد تم إعلان هذه المنطقة كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة 5ر4 هكتار. كما تزخر ولاية الجلفة بكثبان رملية ذهبية تتواجد على بعد 10 كلم جنوب بلدية حاسي بحبح تظهر من الوهلة الأولى على شكل حقل للكثبان الرملية تمثل بذلك إحدى المعالم الأكثر أهمية. حجر الملح من المعالم السياحية الفريدة من نوعها. وتتواجد على بعد 30 كلم شمال الولاية وتمثل إحدى المعالم الأكثر أهمية في ميدان الجيولوجيا فهو من الملح الذي يظهر في وسط المكونات القارية ويمثل في الميدان السياحي الألوان المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر إلى البنفسجي في بعض المرات إلى الأحمر. كما يمثل مجموعا متجانسا وجميلا، حيث تخرج عدة عيون تشكل شطوطا بيضاء. كما تتوفر الولاية على مواقع تاريخية وأثرية هي أيضا من بين الذخر السياحي بالولاية، حيث تتركز أساسا في منطقة جبل أولاد نائل بدوائر الجلفة، عين الإبل 30 كلم جنوب الولاية وكذا بلدية فيض البطمة 50 كلم جنوب شرق الولاية ودائرة مسعد 75 كلم جنوب الولاية، حيث توفر محطات النقوش الصخرية التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. وقد تم إحصاء 1162 نقش صخري في هذه المنطقة التي تتواجد بالمثلث الجلفة- مسعد وبمحاذاة سيدي مخلوف من جانب ولاية الأغواط وبخاصة منطقة زكار.إلى جانب هذه النقوش الصخرية التي من ضمنها ست مصنفة توجد مواقع تاريخية هامة من حقبة فجر التاريخ إلى عهد الاحتلال الروماني تتمثل في آثار قرى بربرية بزكار وعمورة والجلفة - تيميلوس وقبور قديمة، إلى جانب آثار رومانية بمسعد ''كستيليوم دميدي'' وبقايا قبور في أزيد من محطة