هو الفنان السوري القدير دريد اللحام أو ''غوار'' كما عرفته الجماهير العربية.. التقيناه على هامش فعاليات افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بقصر محي الدين باشطرزي.. فكان لنا معه هذا اللقاء.. الفنان القدير دريد اللحام، أهلا بك ضيفا على المسرح الجزائري ''يبتسم''.. شكرا؛ ولكن لا أعتقد أنني ضيف في الجزائر؛ فلقد تعودت على زيارة هذا البلد الشقيق والعزيز على قلبي، وأنا لا أتردد أبدا في تلبية أية دعوة توجهها الجزائر لي للمشاركة في تظاهراتها الفنية والثقافية التي باتت قبلة للفنانين العرب. ماذا يعني لك تكريمك في الجزائر اليوم؟ هو فخر وشرف كبير بلا شك، وأنا أعتز به أمام سلسلة التكريمات التي حظيت بها على مدار مسيرتي الفنية، وأعتبر هذا التكريم في الجزائر حاضنة الأوراس المقدس؛ وسام شرف أتوج به وأكبر إنجاز حققته وسعادتي به لا توصف. ما الذي يمكن أن يضيفه لقاء الفنانين العرب في مهرجان من هذا النوع؟ الكثير طبعا، فتظاهرة ثقافية مثل المهرجان الجزائري للمسرح المحترف تعد فرصة لجمع شمل العرب المتناثر هنا وهناك، ولعل هذا اللقاء الفني الأقدر على تحقيق وحدة عربية حقيقة، ولو بالحد الأدنى والمعنى الرمزي أمام عجز الساسة على تكريسها، وهذا مايؤكد أيضا قدرة الفن والمبدعين على إحداث لحمة عربية. وأعتقد أن الجزائر من خلال مهرجانها هذا، قد نجحت إلى حد ما في تحقيق ذلك، كما أظن أن هذا التجمع المسرحي والفني اليوم قد ينقل ''عدوى'' النشاط والإبداع من بعض الأشخاص إلى الآخرين حتى يهتموا أكثر بالمسرح. أين يقف ''أبو الفنون'' المسرح بين كونه أداة للتعبير ووسيلة لتبليغ قضايا وانشغالات الأمة العربية؟ في الواقع يمكن للمسرح الذي يعد أبا للفنون جميعا، أن ينقل قضايا وانشغالات الأمة العربية على خشبته؛ وهذا ما حرصت أنا من خلال أعمالي المسرحية، على تحقيقه؛ حيث أنني نقلت عبر تلك الأعمال الألم العربي وتحدثت عن أفراح الناس وأحزانهم وما يجول في خواطرهم من انشغالات.. وهنا أعطيك مثلا عن مسرحيتي ''شقائق النعمان'' و''غربة''. كيف تنظرون في سوريا إلى المشهد الثقافي بالجزائر؟ جميل ومنتعش.. لقد وصلنا عن الفن في الجزائر الكثير منذ أيام سينما الأبيض والأسود والأفلام الثورية الخالدة التي تجسد وقائع الحرب التحريرية الكبرى والتي أبدع مخرجوها في تصويرها.