قال أمس، وزير الداخلية الإيراني، مصفى محمد نجار، إن بلاده أنجزت كل الدراسات وأصبحت جاهزة لاتخاذ قرار نهائي قريباً يقضي بنقل العاصمة من طهران إلى منطقة يفضلون أن تكون في الشرق، حيث مدينة ''شاهرود'' البعيدة أكثر من 250 كيلومتراً عن طهران. ولم يذكر الوزير نجار شيئاً عن الخطر الزلزالي المحدق بطهران الممتدة على مساحة 1500 كيلومتر مربع معظمها يقع فوق 100 فالق زلزالي وأحدها طوله 100 كيلومتر، بل قال إن أهم الأسباب التي دفعت بمجلس تشخيص مصلحة النظام ليوافق على مسودة خطة أخذت بعين الاعتبار اقتراحاً تقدم به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامئني، بنقل العاصمة إلى موقع آخر ''هو أولاً سبب أمني، كما أن طهران تعاني من تلوث بيئي وازدحام خانق وإدارتها باتت صعبة''، وفق تعبيره. وأشار نجار إلى خطوات عملية بدأ اتخاذها على هذا الصعيد، منها قرار تم اتخاذه الشهر الماضي بنقل 163 مؤسسة حكومية إلى الأرياف خارج طهران كخطوة مبدئية. كما لمح إلى ما ذكره الرئيس الإيراني، محمد أحمدي نجاد، في فبراير الماضي وكرره قبل شهر حين طالب بأن يغادر طهران أكثر من 5 ملايين مواطن، معلناً عن استعداد الحكومة لتقديم مساعدات مالية لمن ينتقلون إلى بلدات يقل عدد سكانها عن 25 ألفاً، وكله احتياطاً من موجة زلازل قد تضرب العاصمة في أي وقت. وكان خبير زلازل، هو عميد كلية العلوم الأساسية في جامعة آزاد، البروفيسور بهرام عكاشة، قال قبل شهرين إن اختيار طهران كعاصمة للبلاد كان خاطئاً من الأساس، وأوضح أن ضواحيها الشمالية الشرقية غير محصنة بالمرة لمواجهة زلزال بقوة 8 درجات على مقياس ريشتر، وأنه حذر من خطر دمارها بزلزال كبير قبل 40 و50 سنة، وقال: ''لو استمعوا لما قلته وقتها لما أصبحت طهران ضخمة والسيطرة عليها مفقودة كما هي الآن''.