رغم أنّ عبد العزيز بلخادم، لم يعلن أويكشف عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلاّ أنّ مؤشرات كثيرة توحي بذلك سواء من خلال تصريحات سابقة للرجل أوتحليلات وقراءات تدعم خيار بلخادم كاحتمال وارد وقوي. بلخادم، الاسم الذي يجري تداوله على نطاق واسع بين الإعلاميين والسياسيين والمراقبين، كمرشح محتمل لرئاسيات 2014، خاصة بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نهاية شهر أفريل الماضي، ما خلّف لدى مراقبين قراءات جديدة للمشهد الذي سيطبع موعد أفريل 2014، قلصت بشدة من حظوظ سيناريو العهدة الرابعة، تلك القشة التي كان يتمسك بها بلخادم وبعض منافسيه المحتملين كعائق أمام الترشح للرئاسيات، باعتبار أنّ الرجل سبق له أن أعلن مرارا أنّ العائق الوحيد الذي يجعله لا يترشح للرئاسيات هو ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، بل وكرر الكلام نفسه وهو خارج غطاء "الأمين العام للأفلان"، مما يعني بشكل أو بآخر أنّ الرجل لا يرى عائقا آخر أكبر من عائق "العهدة الرابعة" التي تحول أمام ترشحه لخوض سباق قصر المرادية، وبشكل أدق، يُفهم من كلام بلخادم أنّ تراجع الرئيس عن العهدة الرابعة من شأنّه أن يدفع به نحو التقدم لشغل منصب الرجل الأول في الدولة، كما من شأنّه أيضا أن يقفز بحظوظه في تولي زمام الحكم للمستوى المطلوب شعبيا وعلى مستوى رجالات صنع القرار أيضا. وقد أصبح موضوع "خلافة الرئيس بوتفليقة" حديث الصالونات السياسية المغلقة التي تجمع عادة مسؤولين حكوميين حاليين وسياسيين سبق لهم ممارسة مهام في مؤسسات الدولة، لكن لا أحد من المنشغلين بالقضية، يملك معلومات دقيقة عن السيناريو المحتمل، غير أنّ العديد منهم يرجّحون كفة بعض الأسماء التي يأتي في مقدمتها عبد العزيز بلخادم، نتيجة لعوامل قد تكون دفعا قويا لجعل اسم الرجل اسما مرموقا ومؤثرا في رئاسيات 2014. فالأفلان الذي لم يستطع لحد الساعة إيجاد بديل عن بلخادم في الأمانة العامة، سيكون من الصعب عليه إخراج مرشح عنه للرئاسيات من لجنته المركزية، ما يعني أنّه قد يجد نفسه مضطرا للاصطفاف خلف بلخادم، خوفا من تضييع قطار الرئاسيات ومواجهة مصير غير مرغوب قد يؤدي به إلى ما يسميه بعض السياسيين "المتحف"، وزيادة على ذلك فبلخادم لا يشغل حاليا أي منصب قيادي في الأفلان، ما من شانّه أن يسمح بتكرار ما اصطلح عليه ب"مرشح الإجماع" بدعم من مجموعة أحزاب سياسية على شاكلة وطريقة الانتخابات الرئاسية السابقة، فبلخادم تربطه صلات قوية مع الإسلاميين منذ سنوات الثمانينيات، إضافة إلى الاتجاه المعتدل الذي ينتهجه الرجل، بحيث يجد نفسه وسطا بين العلمانيين والإسلاميين. كما لا يخفى على الجميع، سمعة الرجل الوطنية، فيده نظيفة لم يسبق له أن تورط في إحدى قضايا الفساد التي تثار من حين لآخر، كما يحمل صورة المسؤول المتدين والملتزم والمحافظ بلحيته البيضاء الخفيفة وعباءته وعمامته الصحراوية، ويمتلك قدرا كبيرا من الثقافة والكفاءة السياسية التي تؤهله لشغل مناصب أرفع من إدارة شؤون الخارجية ورئاسة الحكومة، إضافة لإتقانه ثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية وبراعته في الإلقاء والخطابة وقدرته على التحاور. ويعتبر عبد العزيز بلخادم من الشخصيات المحسوبة على جيل الاستقلال، ما من شانّه أن يكون ركيزة قوية يرتكز عليها بلخادم، باعتبار أنّ الرئيس بوتفليقة، أكّد في آخر خطاب له قبل الانتخابات التشريعة الماضية أنّ "جيلي طاب جنانو"، وكلمة ''جيلي'' تعني أن بوتفليقة لا يتحدّث عن نفسه فقط، وإنما عن أشخاص آخرين من جيل الثورة، ما فهم آنذاك أن الرئاسيات المقبلة قد تكون محطة لتسليم المشعل لجيل الاستقلال. ومن جهة ثانية، يرى مراقبون أنّ عامل الجهوية يلعب في صالح بلخادم، فالرجل بإمكانه أن يجمع بين الجنوب، حيث مسقط رأسه بولاية الأغواط، والغرب، حيث ترعرع وتربى بولاية تيارات، خاصة أنّ اعتبارات الجهوية ذات صلة وثيقة مع الحكم والسلطة بالجزائر. أمّا علاقة الرجل بالمؤسسة العسكرية، فيحكمها "ترمومتر" البرغماتية والحاجة السياسية، كما أنّ قراءات تجنح نحو حدوث تقارب ما بين بلخادم والجيش، خاصة في ظل المتغيرات الحاصلة داخليا وإقليميا.