من المنتظر أن تحتضن الجزائر، السبت القادم، اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الافريقي، حسب ما أفادت به مصادر من وزارة الشؤون الخارجية، أمس السبت. ووفقا لهذه المصادر، فإن جهود إعادة الاستقرار في الكثير من دول القارة التي تعاني من اضطرابات، حيث سيحمل هذا الاجتماع الذي سيترأسه وزير الخارجية مراد مدلسي عنوان "المصالحة الوطنية عامل حاسم للسلم والاستقرار والتنمية في افريقيا"، ويعتبر من الديناميكيات التي تولدت عن قمة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية/الاتحاد الافريقي التي انعقدت في 25 ماي الماضي في العاصمة الاثيوبية أديس ابيبا. كما سيكون على طاولة بحث مجلس الأمن والسلم الافريقي، الذي يعتبر من المؤسسات الهامة على مستوى الاتحاد الافريقي، وصاحب الدور الأساسي في مجال الوقاية من النزاعات وتسييرها وتسويتها في افريقيا، التجارب الخاصة بالمصالحة الوطنية في إفريقيا من أجل استخلاص الدروس المفيدة، بهدف الوقاية من تكرر النزاعات وتوفير الشروط الكفيلة بتحقيق سلم وأمن مستدامين بالقارة. ويأتي اجتماع المجلس على وقع الكثير من التطورات التي تشهدها الساحة الافريقية، انطلاقا من الأزمة في الساحل وجهود مكافحة الحركات المسلحة التي تزايد خطرها، بعد الهجمات التي قامت بها ضد العديد من دول المنطقة. وكذلك الوضع في مالي، الذي شهد في الآونة الأخيرة اتفاق مصالحة بين الحكومة ومتمردي الطوارق، والذي رغم اهميته إلا أنه لا يزال هشا ويتطلب مزيدا من المتابعة والتشجيع من طرف مؤسسات الاتحاد الافريقي، حتى يوصل البلاد إلى بر الأمان وإجراء انتخابات تعيد الشرعية إلى النظام بعد الانقلاب العسكري الذي حصل العام الماضي، بالإضافة إلى حالة الانفلات التي تعيشها الساحة الليبية، بعد المواجهات التي شهدتها مدينة بنغازي والانتشار الكبير.