وكانت فرقة "بركة بلو" من الولاياتالمتحدة، أول من صعد على ركح تاموقادي في هذه الليلة الدافئة التي سحر مغنيها المسلم الشاب الذي ينحدر من ولاية كاليفورنيا "جيمي غوردن"؛ الحضور بأغانيه الدينية التي تمجد عظمة وسمو الدين الإسلامي والتسامح لكن على وقع موسيقى حديثة من نوع "الهيب هوب" و"الراب". وقال مغني "بركة بلو" الذي ترجل من الركح ليقترب من الجمهور ويحتك بالساهرين بالمدرجات؛ إنه اتخذ مع فرقته من الغناء الروحي والموسيقي كطريقة للتواصل مع الآخر في وسط يسوده فهم خاطئ للدين الإسلامي. وكانت الوصلة الثانية لفرقة "أركان الوغورية" المسلمة من الصين الشعبية التي أمتعت الحضور بأغان روحية وعروض "فلكلورية" بهيجة استطاع مطربها عبد الله أركان أن يحبس أنفاس الجمهور على قلته بأدائه المتميز وصوته العذب وهو الذي قال إن اسمه أركان الذي أطلق على الفرقة يعني باللغة "الوغورية" الرجل الحر، لذا هو يتنفس الحرية من خلال أدائه لهذا النوع الموسيقي الغنائي الذي يحبه ويعني الكثير بالنسبة إلى قوميته المسلمة بالصين. وكان التواصل قويا بين الركح والجمهور الذي أبدى إعجابه بأركان وفرقته من خلال التصفيقات الحارة، خصوصا أن الموسيقى التي قدمتها هذه الفرقة التي تعد الثالثة من القومية "الوغورية" التي تصعد على ركح "تاموقادي" فيها لمسة من الموسيقى الأندلسية والتركية التي بدت واضحة فيما قدمه عبد الله أركان الذي قال إنه يؤدي "الفلامينكو الأندلسي الوغوري". وكان ختام السهرة الرابعة مع فرقة "ديبو" من إندونيسيا التي قدمت هي الأخرى أغاني صوفية روحية لكن بسبع لغات وعلى وقع 22 آلة موسيقية من مختلف مناطق العالم منها الهند وإيران وإسبانيا وإيرلندا والعالم العربي. واستهلت هذه الفرقة وصلتها بأغنية اهتز لها الحضور ورددوا جميعا مع مطربها ورئيس الفرقة مصطفى داوود أغنية "مولاي صلي" في مشهد رائع امتزجت فيه الأحاسيس التي انطلقت من القلب واستقرت في القلب لأن الموسيقى تتحدى كل اللغات والحواجز كما قال عبد الله داوود. من ناحية أخرى، تعطرت أجواء السهرة الثالثة من مهرجان "تيمڤاد" الدولي في دورته الخامسة والثلاثين بمزيج من موسيقى "الريغي" و"السالسا" التي تخللتها وصلات من طابعي "المامبو" و"التشا التشا تشا". وشهدت السهرة التي استقطبت جمهورا محتشما لكن ذواقا لهذا النوع من الموسيقى، حضورا مميزا لفرق من أمريكا اللاتينية التي أضفت أجواء مميزة على الركح الذي بدا جذابا بألوان "الخمسينية". وكانت البداية مع فرقة "نيويورك سالسا أول ستارس" التي قدمت من كوبا وحملت معها أغان امتزج فيها التراث الغنائي والموسيقى الكوبي بأنغام "السالسا" الحديثة لتعطيها الآلات النفخية والإيقاعية بعدا آخر حقق الفرجة والمتعة للجمهور الحاضر على قلته. أما أقوى لحظات هذه السهرة فكانت عندما نزل قائد الفرقة الجمايكي "ألفريدو دو لا في" من المنصة وهو يعزف على كمانه الآلي ذي 7 أوتار ليتوجه لمدرجات مسرح الهواء الطلق ويختلط بالساهرين وكأنه يريد أن يحرك فيهم حرارة موسيقاه العذبة والساحرة ويجعلهم يقاسمونه وعن قرب لحظات ميلاد نغماته التي كانت شجية ومميزة.