في بادرة تشير إلى وصول الأزمة الحكومية في المغرب إلى الطريق المسدود، أعلنت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال المغربي عن تشبثها بقرار الانسحاب من حكومة عبد الإله بن كيران، واستعجلت تنفيذ القرار في إطار صيانة الاستقرار السياسي في البلاد. وقال حميد شباط، الأمين العام للحزب، إن هيئته السياسية متشبثة بقرار الانسحاب من الحكومة، وإنها عازمة على المضي في تنفيذ هذا القرار بشكل سلسل يحترم الثوابت في إطار صيانة الاستقرار السياسي والاستمرارية. وأشار شباط، في تصريح للصحافة أدلى به على هامش اجتماع اللجنة المركزية للحزب مساء أول من أمس في الرباط، إلى أن الحزب لا يريد أن يحدث قطيعة أو يتسبب في أي عرقلة بالنسبة لعمل الحكومة، وأنه سيمهل رئيس الحكومة للبحث عن حليف بديل لحزب الاستقلال في تشكيلة الغالبية الحكومية قبل سحب وزرائه من الحكومة. وأكدت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، خلال دورتها الاستثنائية التي التأمت في الرباط، أن قرار انسحاب الحزب من حكومة ابن كيران قرار سيادي للحزب، وأوصت الأمانة العامة للحزب بتسريع تنفيذه. وأشارت اللجنة المركزية للحزب في البيان الختامي الصادر عن اجتماعها إلى أنها تؤكد أنه لم يطرأ حتى الآن، ما من شأنه أن يدعو إلى التفكير في غير الانسحاب من الحكومة، لذلك فإن قرار المجلس الوطني لا يزال قائما ومفعلا، وتدعو قيادة الحزب إلى تسريع وتيرة تنفيذ هذا القرار التاريخي. وفي غضون ذلك، عزت مصادر مطلعة تشبث اللجنة المركزية للحزب بالانسحاب من الحكومة إلى كونها تبين لها أنه لا توجد رغبة لدى القصر الملكي في التحكيم في هذه النازلة، خصوصا أن الأزمة قائمة بين حزبين حليفين، ولا تهدد المؤسسات الدستورية، وبالتالي فإن التحكيم الملكي يبقى غير ذي موضوع.