أسواق تفتقر إلى أدنى شروط النظافة والسلامة الصحية أسعار اللحوم مرشحة للارتفاع والبائعون يحمّلون وزارة التجارة ما يحدث حمّل تجار اللحوم الحمراء والبيضاء أمس، ما يحدث من ارتفاع للأسعار قبيل شهر رمضان المعظم لوزارة التجارة، متهمين إياها بعدم وضع خطة جيدة لتسقيف الإنتاج من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار في شهر رمضان، مؤكدين أن السبب الرئيس وراء ارتفاع اللحوم هو ارتفاع سعرها بالجملة "بالمذابح" التي تعتبر مؤسسة عمومية -يضيف محدثنا- إلا أنها تزيد من ثمن اللحوم قبيل هذا الشهر وهذا ما يلزم بائعي التجزئة برفع سعر اللحوم. في ذات السياق، يذكر لنا أحد زبائن أسواق العاصمة أن أسعار اللحوم قد بدأت ترتفع تدريجيا منذ أسبوع رادا ذلك إلى المضاربة والاحتكار الذي يقوم به بعض الباعة قبيل شهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه إلا مدة قليلة كما صرح أحد باعة اللحوم أن هناك تراجع كبير لتوافد المواطنين على اقتناء اللحوم المجمدة وتوجههم نحو اللحوم البيضاء التي تعرف بدورها ارتفاعا تدريجيا مرشحا للزيادة مع أول أيام رمضان المبارك، إلا أن المشهد الشاحب الذي شاهدناه في أسواقنا هو غياب أدنى ظروف النظافة والسلامة الصحية وهذا ما يهدد صحة المواطنين، لاسيما أيام شهر رمضان المبارك. وفي رد التجار عن سبب الوضعية الكارثية لبعض أسواق العاصمة كسوق "كلوزال" بالجزائر الوسطى ذكر أن سبب هذه الوضعية هو عدم وجود هيئة تسهر على حسن سيرورة الأسواق، كما أبدوا امتعاضهم من سكوت الجهات الوصية تجاه الأسواق الموازية التي صارت تشكل هاجسا كبيرا لهم، واصفين سكوت المسؤولين والقائمين على قطاع التجارة بالمشجعين للأسواق الموازية كما حملوا بائعي الجملة مسؤولية ارتفاع الأسواق. من جهة أخرى، يذكر المواطنون بأن الوضع العام للأسواق رديء والخدمات المقدمة ليست في المستوى المطلوب، مؤكدين أن المضاربة هي السبب وراء ارتفاع الأسعار، داعين في نفس الوقت وزارة التجارة بمراقبة الأسعار وتسقيفها ضمانا لراحة كل المواطنين مع اختلاف طبقاتهم المعيشية. بين نار الأسعار وندرة المواد... قفة المواطن "عرجاء" أسعار الخضر والفواكه تلتهب عشية بداية رمضان بالشلف تلتقي مختلف آراء الشارع المحلي بولاية الشلف حول نقطة جوهرية، ألا وهي غلاء قفة المواطن قبل ساعات قلائل من حلول شهر رمضان المعظم، إلى حد أضحى معه الالتزام بجزء من الحاجيات مطلبا صعب المنال. وقد يكاد هناك إجماع هذه الأيام حول ارتفاع الكلفة من المواد الأساسية، خضر وفواكه وتمور ولحوم، يقابله اختلاف حول أسباب ارتفاع الأسعار، فالبعض يعزو ذلك إلى قلة الإنتاج وتضرره نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت لحظات جني المنتوج رغم أن هذا العامل يبدو مشكوكا فيه في ظل تسجيل وفرة في إنتاج عديد المواد الفلاحية يقابله عجز فئة واسعة من الفلاحين في ترويجها حتى بأسعار بخسة، فيما يرى شق ثان أن المواطن كمستهلك هو المسؤول الأول على ارتفاع الأسعار نتيجة لهفته وقبوله شراء مواد باهظة الثمن، وقد سمحت جولة ميدانية قادت "البلاد" إلى بعض أسواق المدينة لتقف على المنحى التصاعدي الذي عرفته أسعار المواد الاستهلاكية وقطع غيار على غرار السنوات السابقة، إذ ارتفعت أسعار البطاطا، البصل، الطماطم، الجزر، القرعة والخس بشكل جنوني بنسب بلغت أحيانا 30 في المائة عن الأسعار التي عرفتها الشهور السابقة، ولوحظ نفس الزيادة في الأسواق اليومية الكبيرة كالحرية، بن سونة وحي السلام، حيث فرض التجار منطقهم الخاص بهم، بعدما عجزت فئات واسعة من المواطنين عن الاقتراب من طاولات الخضر والفواكه التي شهدت ارتفاعا قياسيا، كسعر البطاطس الذي قفز من 35 دج إلى 45 دج، والقرعة من 40 إلى 60 دج والخس من 30 إلى 50 دج، بينما ارتفع الجزر من 45 إلى 65 دج، ولسوء الحظ أن هذه الزيادات الفاحشة التي تزامنت مع حلول الشهر المبارك مست حتى اللحوم الحمراء والبيضاء واتباع الجزارين نفس مسار تجار الخضر والفواكه، وقد وصل سعر الكلغ الواحد للدجاج 340 دج مقارنة بالشهر الفائت الذي استقر سعر الدجاج 250 دج، وينطبق نفس الشيء على أثمان اللحوم الحمراء التي تبقى بعيدة عن متناول المستهلكين ببلوغها مستوى غير مسبوق، حيث بلغ سعر الخروف 1400 دج للكلغ الواحد ووصول سعر البقر 1200 دج، كما يخشى المواطن حدوث اضطرابات كبيرة في سوق الخبز خلال شهر رمضان، وهي الفترة التي صارت مصدرا للاختلال الوظيفي للمهنة كما كان الحال عليه في رمضان 2012، في ظل غياب جمعيات حماية المستهلك وضعف رقابة المصالح التجارية، مما يضطر المستهلك إلى طرق أبواب التجارة الموازية واقتناء الخبز بأسعار مضاعفة طالما أن الخبز يعرض على نطاق واسع في الشوارع والمحلات التجارية غير المرخصة مع كل ما تحمله هذه السلع من مخاطر على صحة المستهلك الذي بات يرضخ لقانون السوق الذي يحكمه التجار بعيدا عن اقتصاد السوق ومعادلات العرض والطلب، على هذا النحو أجمع عديد المواطنين على أن قفة المستهلك مكلفة وتحتاج إلى مراجعة من قبل الهياكل المعنية، وأوضحوا تزايد النفقات التي تتجاوز المأكل والملبس إلى متطلبات أخرى يعجز عنها مرتب الموظف الذي لم يعد يصمد أمام ضربات الأسعار، مؤكدين أن "النقود" لم تعد لها قيمة أمام التيار الجارف للاستهلاك، طالما أن المرتب لم يعد كافيا لمجابهة متطلبات الأسرة ودراسة الأبناء وبالتالي أضحت قفة المستهلك في رمضان بالنسبة إليهم "عرجاء". قدوم رمضان أصبح موسما للتجار لزيادة الأسعار ببومرداس كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض أسواق ولاية بومرداس، على غرار برج منايل وبودواو ودلس وزموري وغيرها وصول الأسعار، خاصة المواد الغذائية ومستلزمات الشهر الكريم إلى أعلى مستوياتها وكأن قدوم رمضان أصبح موسما للتجار لزيادة الأسعار بعيداً عن الرقابة. فأهم ما يميز هذه الأيام بالنسبة إلى العائلات البومرداسية هو اقتناء ما يلزم من المواد الغذائية الضرورية لهذا الشهر الكريم التي تتنوع وتختلف في مجملها، على غرار أيام السنة. وقد تبين لنا أن الاختلاف في الأسعار قد وصل في بعض الأحيان إلى 50 دج، في الوقت الذي أكد لنا فيه البعض الذين التقيناهم أن أسعار المواد الغذائية الأساسية عرفت ارتفاعا محسوسا، الأمر الذي استاء منه الكل على غرار كل سنة، كون شهر رمضان شهر الرحمة لا شهر الربح السريع على حد تعبير بعض المتحدثين، إلا أن التجار يجدون في هذا الشهر فرصة لا تعوض لزيادة أرباحهم. مختلف أسواق الولاية التي قمنا بزيارتها تعرف هذه الأيام حركة نشيطة بعد أن ارتدى حلة جديدة من خلال المعروضات من المواد الغذائية التي تزين المائدة الرمضانية كالتمور والمكسرات وغير ذلك. وفي هذا الصدد، أكد بعض المشترين أن سعر الخضروات ارتفع إلى أعلى المستويات، فبعد أن كانت الطماطم تباع ب40 دج ها هي اليوم قد قفزت إلى 65 دج في الوقت الذي وصل سعر القرعة إلى 60 دج، بعد أن كانت ب30 دج واللوبيا الخضراء ب80 دج هي الأخرى عرفت ارتفاعا لكثرة استعمالها. كما أن سعر الخس وصل 90 دج والبطاطا وصلت إلى 32 بعد أن كانت تباع ب22 دج. وعن الفواكه فيبقى سعرها الموسمي يختلف من سوق لآخر وحسب القدرة الشرائية للمواطن. اللحوم البيضاء والحمراء من جهتها عرفت قفزة نوعية في الأسعار، إذ بلغ سعر لحم الخروف 920 دج للكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق مقابل 700 دج للحم البقر كأدنى سعر، وهذا راجع لزيادة الطلب عليها في هذا الشهر، فيما بلغ سعر اللحم المفروم في بعض المحلات 700 دج للكيلوغرام الواحد، مما يدفع البعض منهم غالبا إلى اقتناء اللحوم المجمدة التي يتراوح سعرها بين 350 دج و500 دج للكيلوغرام بالنسبة للحم البقر والخروف. أما الدجاج فبلغ سعره 280 دج للكيلوغرام. أما عن الأسماك، فإن أسعارها جد خيالية وفاقت المعقول، إذ تراوح سعر السردين في هذا الصيف بين 350 و400 دج رغم الحرارة المرتفعة التي تؤثر على مدة صلاحيته، أما عن أسعار الأسماك الأخرى فلا مجال للفقير أن يتحدث عنها لتبقى بذلك حكرا على الأغنياء فقط. الغش وجشع التجار.. نقطة سوداء في رمضان مظاهر سلبية تعود كلما عاد علينا شهر رمضان، فمع حلول ليلة الشك، عاد جشع بعض التجار وعدم احترامهم لأخلاقيات التجارة، خصوصا خلال شهر الرحمة والغفران، وقد صرح لنا أحد المواطنين أن الكثير من التجار يرون في رمضان شهرا لتحقيق أكبر قدر من الربح وجمع أكبر قدر من المال ولا يهم في ذلك إن استعملت الأساليب غير المشروعة أو الغش الصريح، خصوصا فيما تعلق بالمواد التي يحتاجها المواطنون للاستهلاك اليومي مثل اللحوم والألبان والحليب ومشتقاته وبعض الفواكه الموسمية ونحن في فصل الصيف مثل الدلاع والبطيخ، زيادة على الارتفاع المفاجئ في أسعار اللحوم البيضاء والحمراء هذه الأيام بباتنة، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الضأن إلى ال1300 دج، و قد أجمع المواطنون على أن دور مصالح الرقابة بمديرية التجارة يجب أن يكون أكثر حزما وتفعيلا لكبح جماح الأسعار ومراقبة التجار في نشاطهم اليومي. اتحاد التجارالجزائريين ارتفاع أسعار الخضر ب3 بالمائة وأسعار اللحوم ب5 بالمائة قال الناطق الرسمي لاتحاد التجار الجزائريين بولنوار حاج طاهر، إن "الاتحاد رصد زيادات في الأسعار بنحو 3٪ بالنسبة إلى مجموعة المواد الزراعية الطازجة، والخضر الجافة، وزيادة في حدود 5٪ في أسعار مجموعة اللحوم خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي". وأكد بولنوار، أن الاتحاد "يتوقع ارتفاع معدلات الأسعار عند الاستهلاك خلال شهر رمضان، رغم وفرة السلع خلال الشهر الذي يتزامن مع نهاية الموسم الزراعي". ولفت إلى أن "تقلبات الأسعار في الجزائر وخصوصاً خلال رمضان، يعود إلى المضاربة وعدم كفاية شبكات التوزيع بالجملة والتجزئة، وعجز الحكومة عن ضبط سلسلة التخزين والتموين المنتظم للأسواق". ووافقت وزارة الزارعة والتنمية الريفية في الجزائر، على برنامج لاستيراد لحوم أبقار طازجة من الاتحاد الأوروبي خلال شهر رمضان، في محاولة للحد من الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء. وقال بولنوار، إن "العجز الحقيقي في مجال الخضر، يتراوح بين 25 و30٪، مقابل عجز لا يقل عن 40٪ في مجال اللحوم. التجار يحمّلون أسواق الجملة المسؤولية المضاربة تلهب أسعار الخضر والفواكه عشية ليلة الشك تسببت المضاربة في الأسعار من طرف التجار، في التهاب أسعار الخضر والفواكه عشية ليلة الشك تحسبا لرمضان 2013، حيث توحي كل المعطيات إلى أن الأسعار مرشحة للارتفاع بداية من اليوم وإلى غاية الأسبوع الأول من الشهر الكريم حسب شهادات بعض التجار. يتوقع تجار الخضر والفواكه أن ترتفع الأسعار بمناسبة شهر رمضان المعظم بسبب سياسة المضاربة من جهة واللهث وراء الربح السريع من جهة أخرى، فخلال يوم واحد قفزت الطماطم إلى 120 دينار بعدما كانت 60 دينار للكلغ الواحد، فيما تجاوز سعر الفلفل 100 دينار والخس 100 دينار أيضا والقرعة 80 دينارا والجزر 80 دينارا ... فباستثاء البطاطا والبصل اللذين حافظا على استقرارهما في السوق بمعدل 30 دينار للكلغ، فإن أغلب الخضر مرشحة للزيادة بمعدل يترواح ما بين 20 إلى 50 دينار في الكلغ الواحد حسب أقوال بعض الخضارين الذين حملوا بالمناسبة مسؤولية هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار إلى تجار الجملة بسبب غياب الرقابة على مستوى أسواق الجملة يقول أحد بائعي الخضر والفواكه. وبلغ سعر الزيتون الأسود 320 دينار والأخضر 360 دينار للكلغ، فيما تسببت ندرة التمور بسبب قلة الإنتاج هذا الموسم في بلوغ سعر الكلغ الواحد 450 دينار أما العرجون فقد تجاوز 750 دينار للكلغ. وبخصوص الفاكهة، فإن هناك تفاوتا كبيرا بين المنتوج المحلي والمستورد، فمثلا التفاح المحلي يتراوح معدل سعره ما بين 60 إلى 100 دينار، فيما تراوح معدل التفاح المستورد ما بين 250 و270 دينار للكلغ الواحد. أما فيما يخص البقول والحبوب، فإن مادة الفريك التي تعتبر من أكثر المأكولات لدى العائلة الجزائرية في هذا الشهر الفضيل، فقد تراوح سعر الكلغ ما بين 280 دينار و300 دينار حسب النوعية، أما اللوبيا الخضراء فيقدر ثمنها ما بين 130 و150 دينار... ويجمع أغلب التجار الذين تحدثنا إليهم بخصوص هذا الموضوع، على أن المسوؤلية الكبرى تقع بالدرجة الأولى على عاتق أسواق الجملة لأن المضاربة تبدأ من هناك حسب تصريحات أحدهم، وقال "المراقبة الحقيقية للأسعار يجب أن تنطلق من أسواق الجملة وليس أسواق التجزئة حسب اعتقاد المواطن البسيط". كما طالب بعض التجار بتعزيز الرقابة على أسواق الجملة على مدار السنة وليس بالمناسبات فقط، حيث تساءل أحد تجار الخضر عن سر ارتفاع الطماطم رغم وفرة الإنتاج.