لمح منسق المكتب السياسي المؤقت لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمن بلعياط، إلى الاستقالة من منصبه بالنظر إلى التطورات الأخيرة التي يعرفها الحزب على خلفية تعيين رئيس الكتلة البرلمانية، حيث صرح أمس ل"البلاد" قائلا "لست مرتاحا في الحزب". وأوضح عبد الرحمن بلعياط، في اتصال ب"البلاد" أمس، أن أمر تنصيب النائب محمد لبيض رئيسا للكتلة البرلمانية "منتهي"، مؤكدا أنه تم تنصيبه في المكتب بحضور رئيس ديوان المجلس الشعبي الوطني، عبد الرشيد طبي، وبحضور الأمين العام للمجلس، وأشار بلعياط إلى أن النائب لبيض استلم أول أمس "أمرا بمهمة" لمباشرة مهامه كرئيس كتلة برلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، بالإضافة "لمفاتيح السيارة". وفي ذات السياق، نفى المتحدث ما وصفه "إشاعات" اقتحام مكاتب كتلة "الأفلان" بالمجلس الشعبي الوطني وتغيير الأقفال بالقوة مما أدى إلى كسر أبواب ما يقارب سبعة مكاتب للكتلة البرلمانية للأفلان، واتهم في إشارة منه جماعة رئيس الكتلة المنتهية صلاحيته، الطاهر خاوة "دون ذكر اسمه"، حيث قال "هم من صنعوا هذه الإشاعات"، مؤكدا أن النائب محمد لبيض "دخل المكتب وتم تنصيبه بطريقة قانونية". وأوضح رئيس الكتلة البرلمانية الجديد في تصريحات صحافية أنه تم تنصيبه مؤخرا كرئيس للكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني وأنه يباشر حاليا مهامه في "ظروف جد عادية"، وأضاف المتحدث أنه مباشرة بعد أن تسلم مهامه الجديدة تم تعيين النواب الأربعة لرئيس الكتلة، بينما تجري مشاورات واسعة لتعيين مقرر الكتلة، مشيرا إلى أن "الأمور تسير بطريقة عادية وطبيعية داخل الكتلة"، وكان الرئيس السابق للكتلة الطاهر خاوة قد رفض بمعية مجموعة من نواب الحزب القرار الصادر عن منسق المكتب السياسي، عبد الرحمن بلعياط، القاضي بتعيين محمد لبيض رئيسا جديدا للكتلة، معتبرا أن ذلك ليس من صلاحيات منسق المكتب السياسي للحزب. ومن جهة أخرى، وبخصوص الوضع العام داخل حزب جبهة التحرير الوطني، اتهم منسق المكتب السياسي المؤقت للحزب، عبد الرحمن بلعياط، في اتصال ب"البلاد"، حيث مباشرة ما سماه "لجنة الوفاء لبلخادم" ب"السعي إلى تضليل الرأي العام وزرع البلبلة"، مع العلم أن أنصار الأمين العام السابق اتهموا بلعياط بخرق المادة 9، والمادة 42 من قوانين الحزب، وفيما يتعلق بالتعيينات الأخيرة في هياكل البرلمان، الذين يلحون على أن هذه المواد تنص صراحة على أن من يتولى شؤون الحزب بعد شغور منصب الأمين العام، وله صلاحية واحدة، تتمثل في استدعاء اللجنة المركزية للحزب "وهو ما لم يلتزم به" حسب هذه اللجنة، كما أشار المتحدث إلى أنصار رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعيداني "دون ذكره بالاسم هو الآخر"، الذين يشدون الحبال من جهتهم ويريدون "زرع البلبلة وسط المناضلين"، حيث أكد بلعياط بنبرة غاضبة قائلا "أنا ملتزم الحياد" وأضاف "يتهمونني أني لست محايدا..أقول لهم إذا أنا مع من؟!"، ووجه منسق المكتب السياسي المؤقت لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمن بلعياط، للأطراف في الأفلان المتصارعة رسالة مفادها "كفاكم إفسادا للحزب واللجنة المركزية"، فيما علق قائلا "ليكن في علمك.. لست في راحة في الحزب.. أنا لا ناقة لي ولا جمل"، مضيفا "هدفي هو الحفاظ على الحزب فقط".