لخضر بورقعة يدعو إلى التوقف عن تزييف التاريخ دعا الرائد لخضر بورقعة إلى التوقف عن تزييف التاريخ من خلال الكتابات الخاطئة المدفوعة بتصفية الحسابات، مبديا تأسفه على التهميش المتعمد الذي يطال شخصيات كان لها دور حاسم في نيل الاستقلال. وقال بورقعة في مداخلته أمس حول الشهيد محمد زعموم المدعو سي صالح، خلال ندوة إعلامية من تنظيم يومية المجاهد، إن التاريخ الجزائري يكتب للأسف بأقلام تتجاهل الخوض في أحداث كثيرة صنعت مختلف المراحل التاريخية. وبدوره أكد الباحث في التاريخ ونجل الشهيد سي صالح، رابح زعموم إن كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بعيد عن الواقعية والحقيقة، وقائم على التزييف والمناورات. وأعرب المتحدث عن خيبته عندما تنشر "الأكاذيب" على لسان شخصيات بارزة، ولها وزنها وتأثيرها في صناعة الرأي العام. وتهكم ابن سي صالح على المناضل ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، وقال إن هذا الأخير سوّق الكثير من الوقائع التاريخية المزيفة من خلال كتاباته. مضيفا أنه في الوقت الذي كان المجاهدون الحقيقيون يموتون في الجبال، كان من يتحدث اليوم باسم الشعب وباسم ثورة التحرير "يستجمون" خارج الوطن، ويمارسون "ثورة الصالونات" بالتنظير من وراء الحدود بعيدا عن معاناة الشعب. وقد بدأ الشهيد العقيد محمد زعموم المدعو سي صالح نضاله باكرا بانخراطه في حزب الشعب سنة 1948 وهو لم يتجاوز العقدين، ثم أصبح عضوا في المنظمة السرية، وألقي عليه القبض من قبل المستعمر سنة 1953 ومكث في السجن لغاية 1954، بعدما انكشف ما كان يقوم به حينما عمل كاتبا في البلدية، حيث كان يقوم بتزوير بطاقات الهوية لصالح المناضلين والمجاهدين الفارين من السلطات الاستعمارية. وبعد إعلان بيان نوفمبر، كان أول الملتحقين بالثورة، وفي 1958 التحق بالولاية الرابعة التي كانت تحت قيادة العقيد أوعمران. كما كلف في 1957 بمهمة التنقل إلى تونس والمغرب من أجل طلب الامدادات بالأسلحة والمؤونة لجيش التحرير الوطني، الذي كان آنذاك يمر بفترة عصيبة، حيث فقد عددا من قادته كالعربي بن مهيدي وعبان رمضان بالإضافة إلى قلة السلاح والمؤونة. وعندما التقى بالمناضلين هناك طلبوا منه البقاء وعدم العودة إلى الجزائر، ولكنه رفض لأنه كان على قناعة أن النضال يكون في الجزائر وليس خارجها، وكان يرى أن هؤلاء "الذين اختاروا البقاء خارج الحدود بمثابة خونة لا يمثلون المجاهدين تخلوا عن الشعب وعن الجهاد" حسب تصريحات ابنه رابح زعموم. وقد ارتبط اسم سي صالح بما يعرف بقضية الإليزيه، حيث كان من ضمن ثلاثة ممثلين عن الولاية الرابعة الذين تنقلوا إلى فرنسا، والتقوا ممثلا عن الجمهورية الفرنسية في 10 جوان 1960. وهو اللقاء الذي يقول عنه نجله إنه "مهد لاستقلال الجزائر ولولاه لما جلست فرنسا إلى طاولة المفاوضات مع ممثلي الحكومة الجزائرية المؤقتة، ولما تم وقف إطلاق النار لأن جبهة التحرير الوطني لم تكن تستعجل الاستقلال".