استنكر نجل العقيد صالح زعموم قائد الولاية التاريخية الرابعة، أمس، ما أسماه صمتا وتجاهلا لدور والده في تاريخ الثورة التحريرية، وقال ''إن التاريخ لم ينصف أبي''، داعيا إلى عدم محاكمة الماضي، حتّى وإن ارتكبت فيه بعض الأخطاء''. دعا رابح زعموم في ندوة بيومية ''المجاهد''، بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاد قائد الولاية الرابعة، إلى كتابة التاريخ الوطني بأمانة وموضوعية، قائلا إن الحقيقة لم تُقل بشأن استشهاد والده في طريقه إلى تونس في 13 جويلية 1961، وإن الكثير من الحقائق ما زالت طيّ الكتمان. ورفض المتحدّث التعليق على سؤال ''الخبر''، حول إعطاء الحقيقة من وجهة نظره، مكتفيا بالقول إن صالح زعموم كان أحد الثوريين الكبار، والتزم بنضاله الثوري على حساب عائلته، وهو من دفع بديغول إلى ''سلم الشجعان''، ومن ثمّ المفاوضات حول استقلال الجزائر. من جهته، صرّح وزير المجاهدين السابق والكاتب والمقرّر بمؤتمر الصومام، عبد الحفيظ أمقران، بأن ''زعموم رجل عظيم في نضاله ومشاركته في ثورة التحرير، التي كان أحد مفجّريها، قبل أن يصبح مسؤولا على الولاية الرابعة''. مضيفا أنه ''وبحكم نضجه السياسي، قام بخطوة مثيرة وشجاعة، عندما اتّصل بالرئيس الفرنسي شارل ديغول، بعد أن درس محيطه جيّدا، وحاول ديغول استغلال ذلك لضرب الولايتين الثالثة والرابعة. مؤكّدا أن زعموم هو أول من اتّصل بديغول بشكل مباشر. وبدوره، أشار القيادي بالولاية الرابعة التاريخية، لخضر بورقعة، إلى الدور الكبير الذي أداه زعموم في الثورة، معقبا على اتصاله بديغول ''صالح فعل ما رآه مناسبا والثورة فرضت نفسها ولا أحد مدّ يده إلينا من الخارج، ومن يعتقد أن ديغول منحنا الاستقلال فهو جاهل''.