جابت العديد من المدن التونسية من الشمال إلى الجنوب أمس، مسيرات شعبية للمطالبة بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي، كما تظاهر مئات التونسيين أمام مقر الاتحاد العام للشغل تنديدا باغتيال المعارض محمد البراهمي. وقال محمود غزن، وهو عضو تيار المستقبل من أجل الدولة المدنية، إن المستقبل السياسي للبلاد يحيط به هالة من الغموض، وهناك حالة من الغليان بالشارع التونسي، مضيفا "أعتقد أن المؤسسة العسكرية وقوات الأمن ستنحاز للمتظاهرين في تونس، حيث لا خيار لديهم سوى الانضمام إلى الجماهير، وأن سقوط الحكومة مسألة وقت"، وكشف القيادي بتيار المستقبل أن الراحل محمد البراهمي كشف له أنه تعرض لضغوط من حركة النهضة للانسحاب من الجبهة الشعبية، ولفت أن شرعية النهضة وهمية. وعلى صعيد الحراك السياسي داخل تونس، أعلن 3 نواب من المعارضة استقالتهم من المجلس التأسيسي، احتجاجاً على اغتيال البراهمي، فيما تشير الأنباء الأخرى إلى أن أحزاب المعارضة مجتمعة لإعلان استقالة جماعية من المجلس التأسيسي. وفي الأثناء، اتهمت شقيقة البراهمي حركة النهضة باغتياله، وقالت شهيبة البراهمي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن "حركة النهضة هي التي قتلت أخي.. منذ اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد كان لنا إحساس بأن محمد البراهمي سيلقى نفس المصير". وكشفت وزارة الداخلية أمس، عن تورط مجموعة من "التكفيريين" أغلبهم ينتمي إلى جماعة أنصار الشريعة، ذات التوجهات "السلفية الجهادية" في اغتيال محمد البراهمي رميا بالرصاص أمام بيته، شمال العاصمة تونس. وكشف وزير الداخلية أنه تبين حسب التحريات الأولية أن منفذ الاغتيال يدعى أبو بكر الحكيم وهو عنصر "سلفي متشدد تكفيري" سبق أن تورط في قضية وإدخال سلاح إلى تونس. كما أكد أن المجموعة المتورطة في اغتيال البراهمي هي نفسها التي أقدمت على اغتيال بلعيد في فيفري الماضي بنفس الطريقة.