التحقيقات الأولية تكشف عن إهمال وتسيب كبيرين إنهاء مهام عدد من المسؤولين وارد خلال الأيام القادمة كشفت مصادر أمنية ل"البلاد" أن التحقيقات الأولية التي باشرتها مصالح الأمن فيما يتعلق بالحريق الذي طال برج المراقبة بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، الاثنين الماضي، رفعت الستار عن تفاصيل خطيرة ومثيرة، وجهت من خلالها أصابع الاتهام لأطراف عديدة قد تكون مسؤولة عن نشوب الحريق الذي طال واحدة من المؤسسات الحساسة في البلاد. وأكدت المصادر ذاتها، أن التحقيقات التي فتحتها مصالح الأمن مباشرة بعد وقوع الحريق الذي هز مطار العاصمة الدولي، في حادثة هي الأولى من نوعها، خصوصا وأنه طال برج المراقبة الذي يعتبر القلب النابض في هذه المؤسسة الحساسة، كشفت عن فضائح خطيرة على علاقة بالتسيب والإهمال الذي كاد يعصف بالمطار ككل ويرهن حياة المئات من المسافرين الذين كانوا على متن الطائرات القادمة من وجهات مختلفة، قبل أن يتم تدارك الوضع وتوجيهها إلى مطاري وهران وقسنطينة، حيث أوضحت أن برج المراقبة كان خاليا من جميع الموظفين وقت نشوب الحريق، الأمر الذي أخّر اكتشافه ومهّد لأن ترتفع ألسنة النيران وتؤدي إلى وقوع خسائر جسيمة على عكس ما صرح به الرئيس المدير العام لمطار هواري بومدين الدولي طاهر علاش، حيث إن وجود الموظفين في تلك اللحظة كان سيمكنهم من الشعور بالحريق ويسهل عملية إخماده عن طريق المطفآت المخصصة ويمنع امتداده بذلك الشكل، الأمر الذي جعل مصالح الأمن المكلفة بالتحقيق قي الحادثة تستدعي المسؤول عن برج المراقبة للاستفسار عن أسباب خروج الموظفين من البرج في وقت واحد، خصوصا وأن مسؤليتهم الحساسة تفرض عليهم التواجد بشكل دائم ولو عن طريق نظام المناوبة. الشرارة الكهربائية، هل لها علاقة بالمكيف؟ أشارت المصادر الأمنية، إلى أن الشرارة الكهربائية ربما لم تكن على علاقة بمكيف الهواء على عكس ما أكدته مصادر رسمية من المطار، حيث تجري التحقيقات للكشف عن ملابسات القضية، خصوصا وأن المكان يحوز على نظام تكييف مركزي. المطفآت الخاصة بالحرائق غير صالحة للاستعمال أغرب ما يمكن تصوره أن التحقيق أكد أن مطفآت الحريق الموجودة في المكان لم تكن صالحة للاستعمال، ما أدى إلى بروز علامات استفهام كبيرة حول ماهية ما حدث، فيما إذا كان إهمالا متعمدا من قبل أطراف معينة، وعلى إثره تم استدعاء مسؤول الحماية المدنية للاستفسار عن الأمر، فكيف لمطفآت الحريق أن تكون غير صالحة في مؤسسة حساسة مثل مطار الجزائر الدولي، إضافة إلى أن التحريات توصلت إلى أن الحماية المدنية تأخرت في التدخل لإخماد الحريق ما جعل ألسنة النيران تأتي على جميع الوسائل الموجودة في البرج. الحريق يتسبب في خسائر ب 50 مليار سنتيم سارعت الجهات المسؤولية في المطار إلى التأكيد على أن الحريق الذي عرفه برج المراقبة لم يتسبب في خسائر تذكر، بعدما تمكن أعوان الحماية المدنية من إخماده بصفة سريعة. فيما كشفت المصادر ذاتها أن الحريق تسبب في أضرار مادية تصل إلى ما قيمته 50 مليار سنتيم، بالنظر إلى الوسائل التي يحوز عليها البرج، حيث أدى الحريق إلى إتلاف الرادارات التي توجه الطائرات إلى غاية هبوطها في المطار، الأمر الذي استدعى الاستعانة برادارات الجيش بصورة عاجلة، حيث تنقلت شاحنات تابعة للجيش الوطني مزودة برادارات إلى المطار لضمان سير العمل إلى غاية تعويض الخسائر الجسيمة التي تكبدها المطار، إلى جانب الاعتماد على رادارت موجودة في ثكنات قريبة من موقع الحريق. الحادثة تهدد بإنهاء مهام عدد من المسؤولين حرصت مصالح الأمن المكلفة بالتحقيق في حادثة الحريق، على التعامل مع القضية بجدية تامة، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى عدد من المسؤولين في المؤسسة على رأسهم المسؤول عن برج المراقبة، الحماية المدنية ومسؤول الأمن، والذين اتهموا بالإهمال في ممارسة مهامهم، وعدم المسؤولية في التعامل مع الحريق الذي كاد أن يتسبب في إتلاف مطار هواري بومدين بشكل كلي. كما كان يمكن أن يؤدي إلى وقوع مئات الضحايا، وعلى خلفية ما جاءت به التحقيقات، فمن المحتمل أن يتم استبعادهم من مناصبهم في حال أثبتت التحقيقات التي لم تنته إلى غاية الآن تورطهم فيما حدث ولو من بعيد.