الفاعل إمّا "مجهول" أو "شرارة كهرباء" و"الفعل الإجرامي" مستبعد في سابقة هي الأولى من نوعها، تكررت حادثة "اشتعال حريق" في أكثر من مؤسسة من مؤسسات الدولة "الحساسة" وفي ظرف أشهر معدودة، حيث لم تخرج تبريرات المسؤولين بعد أي حادثة مماثلة عن نطاق "السبب هو شرارة كهربائية"، والأمر الذي استغرب له المراقبون كون جميع هذه الشرارات الكهربائية التي ضربت مؤسسات مهمة وحساسة وأدت لاشتعال نيران في أجزاء كبيرة منها كان مردها دائما أو في أغلب الحوادث "الضغط الشديد على المكيفات الهوائية". وكانت أول حادثة مماثلة وقعت على مستوى مطبعة النقود، مقر المطبعة الرسمية لبنك الجزائر، في العاصمة، حيث شهدت "حريقا مهولا" أدى إلى إتلاف المواد الأولية المتمثلة في الورق المستعمل في طباعة النقود وجوازات السفر البيومترية والطوابع الضريبية وكذا شهادة الميلاد ''خ 12 ''، مما وضع الجزائر على بعد خطوة من كارثة اقتصادية عظمى. وبررّ وقتئذ مسؤولو دار النقود، الحادثة بوقوع حريق في أحد المكيفات الهوائية التي تعرضت لضغط شديد. ولم يكد يمر زمن قصير، حتى تكررت الحادثة في مرفق آخر، كان على مستوى الوكالة التجارية لاتصالات الجزائر المحاذية لمقر البريد المركزي في العاصمة، أين اندلع "حريق مهول"، وحسب المدير العام للحماية المدنية، فإنّ النيران قد اشتعلت إثر شرارة كهربائية أيضا، في الطابق تحت الأرضي، حيث تتواجد توصيلات الهاتف والأنترنت، قبل أن تمتد إلى القنوات الأرضية للكابلات الهاتفية وكذا الطوابق العليا ومقر البريد المركزي. وأدى ذلك بوكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد بالعاصمة إلى إصدار أمر بفتح تحقيق ابتدائي في حادثة الحريق من أجل تحديد أسبابه وطبيعته. وخَلُص التحقيق بعد ذلك للتأكيد على أنّ المتهم الوحيد هو "الشرارة الكهربائية" باعتبارها الوحيدة التي تقف وراء هذه الحادثة. وبنفس الوتيرة، اندلعت "حرائق" في مؤسسات أخرى، وكان الدور بعد مطبعة النقود والبريد المركزي على المحاكم ومجالس القضاء، حيث تعرّض مجلس قضاء وهران، لحريق "مهول" أدى إلى إتلاف الكثير من الملفات القضائية المهمة وجزء من أرشيف المجلس، وكالعادة كانت الأسباب مجهولة، لحين إجراء تحقيق "معمق" خلص هذا التحقيق إلى التأكيد على أنّ الحريق حدث بفعل شرارة كهربائية أتى على 22 ملفا واحتراق جزئي ل122 ملف آخر وإتلاف جزئي وناقص ل41 ملفا بسبب المياه المستعملة في إخماد النيران. ونفس الأمر، تعرضت له محكمة حاسي مسعود بورڤلة، حيث اندلعت بها "نيران" أدت لإتلاف عدد من الملفات المهمة، و أُرجع سبب الحريق لشرارة كهربائية وقعت بفعل الضغط الشديد على المكيفات من جراء موجة الحر الشديدة التي تعرفها المنطقة. وكانت آخر حادثة "اشتعال حريق"، تلك التي عرفها عشية أول أمس الاثنين، مطار الجزائر الدولي، حيث شب حريق ببرج المراقبة بمطار هواري بومدين بالعاصمة، مسببا اضطرابات في برمجة الرحلات ذهابا وإيابا. وقد أكّد الطاهر علاش، الرئيس التنفيذي لمطار الجزائر الدولى أن الحريق اندلع بسبب شرارة كهربائية في مكيف للتبريد ببرج المراقبة. ومع تكرار هذه الحوادث، التي تقع معظمها بفعل شرارات كهربائية على مستوى المكيفات الهوائية، تدفع المراقب لطرح علامات استفهام حول مدى احترام معايير السلامة في مرافق حساسة مثل مطبعة النقود أو مجلس قضاء أو مقر البريد المركزي أو مرفق مهم كمطار الجزائر الدولي.