تحول الهدوء و السير العادي لزيارة الوزير الأول عبد المالك سلال الى ولاية تيارت ، اليوم الخميس الى احتجاجات و مناوشات بين مواطنين حاولوا نقل مشاكلهم و انشغالاتهم الى المسؤول الذي رافقه عدد معتبر من الوزراء ، وصل الى حد محاولة بعضهم اقتحام الموكب الذي جاء به الوزير الأول لتبليغه انشغالاتهم على شكل أظراف حملت رسائل شكوى و استنجاد . لكن أفراد الشرطة الذين كونوا سلسلة بشرية لحصر المواطنين على الرصيف ، و الحرس الشخصي للوزير الأول و الوفد المرافق له تدخل و منع وصول ثلاثة ممن تمكنوا من ايجاد ثغرات بين رجال الشرطة ، لتتعالى معها صيحات المحتشدين الآخرين منديين بما وصفوه بالظروف المزرية التي يعيشون فيها لا سيما في مجالي السكن و التشغيل ، معتبرين ان المسؤولين المحليين يعتمدون على سياسة "البريكولاج" من اجل تمرير زيارة سلال بردا و سلاما عليهم من دون تبني استراتيجية تنموية جدية و شفافة تخرجهم من الوضع السيء الذي يكابدوه منذ سنوات طويلة . لكن سيديتين كانتا اول من وصل الى التجمع الغاضب أصرتا على اللقاء بالوزير الأول و الكلام معه وجها لوجه ، حيث ساعدها أفراد الأمن المتواجدين بعين المكان على الدخول الى مبنى السوق الجواري الذي كان سلال و ووزرائه يوزعون شهادات الاستفادة من فضاءاته على شباب بطالين ، و حينها حاولت "البلاد" التقرب منهما لمعرفة سبب الغضب البادي على وجوههما و الدموع التي كانت تنهمر من اعينهما بلا توقف ، لتجيب احداهما أن السبب هو أنهما تعيشان مع ابنائهما منذ سنوات في قبو عمارة لا يصلح حتى لعيش الفئران على حد وصفهما ، و ان صبرهما على هذا الحال البائس استمر سنوات طويلة و لكنه نفذ الآن. و بعد انتهاء سلال من نشاطه داخل مبنى السوق الجواري ، خرج ليتوجه مباشرة الى الجموع الحاشدة التي قابلته بهتافات تندد بممارسات المسؤولين المحليين و على رأسهم والي الولاية ، حيث تحدث باسمهم احد الشباب الذي ذكره بدعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتبليغ عن قضايا الفساد التي تحصل محليا ، حيث اعتبر انه وصل في ولاية تيارت الى مراحل جد خطيرة ، حيث امتدت ايدي الفاسدين حتى الى مقبرة "زمالة الأمير عبد القادر" الأثرية و التي تم توزيعها لبناء مساكن من دون اي احترام لهيبة المكان و لا لقيمته الأثرية ، و حتى المشاريع و المجهودات التي تبذلها السلطات المركزية في الدولة تذهب مع الرياح لغياب أدنى معايير النزاهة و الشفافية . و حاول الوزير الأول تهدئة الجموع المحتجة حيث دخل بينهم بدون اي حراسة مشددة و تحدث معهم بصورة مباشرة ، حيث طالبوه بمحاسبة و الي الولاية ، الذي هو مصدر الفساد و الانهيار في منطقتهم على حد تعبيرهم. و بعد كلام سلال الذي ساهم في تخفيف حدة الغضب ، زال الحشد بمجرد مغادرة موكب الوفد المنطقة الى وجهة جديدة ضمن جدول الزيارة. و كان الوزير الأول عبد المالك و عدد من وزراء عدة قطاعات على رأسها الفلاحة و السكن و النقل و التعليم العالي و البحث العلمي و الداخلية ، قد حلوا صبيحة اليوم في مدينة تيارت في زيارة عمل تدوم يوما واحدا ، عرفت تدشين و معاينة العديد من المرافق على مستوى الولاية ، شملت زيارة ورشة انجاز خط السكة الحديدية باتجاه ولايات غليزان و تيارت و تيسمسيلت ، و كذلك زيارة مركز التلقيح الاصطناعي و منح عقود التشغيل في المجال لفائدة الشباب ، حيث شدد سلال على ضرورة كبح البيروقراطية التي تعيق مبادرات الشباب ، ليتجه بعدها الى مزرعة تربية الخيول احمد فغولي ، اين اطلع على نشاطاتها في تربية الخيل و في تشجيع رياضة ركوبها حيث تابع عرضا فنطازيا محلية . وفي قطاع السكن أطلق الوزير الأول أشغال انجاز 1900 سكن عمومي ايجاري ، و تقديم معهد جديد بجامعة ابن خلدون الذي بستوعب 2000 مقعد بيداغوجي ، و اقامة جامعية تتتسع ل 2000 سرير، بالاضافة الى العديد معاينة و تدشين العديد منى المشاريع الجوارية و الرياضية.