يرى الخبير في جامعة "هيوستن" في ولاية تكساس الأمريكية، أن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية غلق سفاراتها في عدد من الدول العربية والإسلامية ومن بينها الجزائر، يشير بدقة إلى المأزق الكبير الذي وقع فيه العالم في مكافحته لتنظيم القاعدة والجماعات المتفرعة عنه. وأكد الخبير "جيرالد هورن" المختص في تاريخ الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، في تصريح لقناة "روسيا اليوم" أن هاجس الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي شهر سبتمبر الماضي، والذي أودى بحياة السفير كريس ستيفنز مايزال يشكل هاجسا لإدارة الرئيس باراك أوباما، وأي معلومات تشير إلى تنامي خطر الجماعات المتطرفة يدفعها إلى اتخاذ مثل هذا القرار بغلق ممثلياتها الدبلوماسية، حتى لو طالت المدة مثل الوضع الحالي الذي من المنتظر أن يستمر فيه الإغلاق إلى غاية نهاية شهر أوت الجاري. وانتقد هورن، تعامل الولاياتالمتحدة مع ما وصفهم بالمتطرفين في قتالهم ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، حيث تحولوا إلى مصدر تهديد أساسي لأمن المصالح الأمريكية ودول الجوار، حيث انتشرت الميليشيات المسلحة والأسلحة عبر دول الجوار مما أضر بأمنها وخاصة الجزائر، التي تعرضت لهجوم تيغنتورين شهر جانفي الماضي، والنيجر التي اعتدت جماعة متطرفة على منجم لليورانيوم تسيره شركة "أريفا" الفرنسية، وخلف كلا الهجومين عشرات القتلى والجرحى، لكن الدولة التي دفعت أغلى الأثمان من الوضع في ليبيا هي مالي التي فقدت السيطرة على أقاليمها الشمالية بعد اتخاذها معقلا من طرف الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي سؤال حول المدة التي يمكن أن يستمر فيها غلق الممثليات الدبلوماسية الأمريكية في الدول التي تشهد تهديدا، أجاب الخبير، أنه في الوقت الراهن من غير الواضح كم سيستمر الغلق، لكن الظروف الحالية ستضغط على الإدارة الأمريكية من أجل إعادة فتحها في أقرب وقت، فنحن الآن في شهر أوت وهي الفترة التي يتوجه فيها المواطنون الأمريكيون عادة لقضاء عطلهم السنوية، والسفر عبر العالم، ولهذا فإنهم بحاجة إلى خدمات سفارات وقنصليات بلادهم التي يتم تسييرها وتمويلها من أموال الضرائب التي يدفعونها. وحول مستوى التهديد الذي تتعرض له الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن، أبدى "جيرالد هورن" تخوفه من أن يمتد الخطر إلى غاية التراب الأمريكي، وهو ما تأخذه السلطات بعين الاعتبار من خلال تشديد الإجراءات الأمنية في العديد من المنشآت الأساسية في البلاد، خاصة في مطار لوس أنجلس الذي حصل اشتباه أن يكون هدفا لعمل إرهابي محتمل، مبديا عدم رضاه عن طريقة تعامل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، التي تستعمل كل الوسائل من الطائرات من دون طيار إلى التجسس على المكالمات الهاتفية، ومختلف النشاطات على شبكة الانترنت، إلا أن الأيام ستكشف أنها لا تعرف ما يكفي حول من يتآمر ضد المصالح الأمريكية، يضيف هورن.