صار موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ملجأ لغالبية الكتاب والأدباء الجزائريين والعرب، بغرض التعريف بأعمالهم ونشر أخبارهم، وذلك في ظل انعدام "ثقافة الترويج للكتاب" من قبل دور النشر الجزائرية والعربية إلا في حالات استثنائية تعتبر ك"نماذج". ولا تقتصر الصفحات التي ينشؤها هؤلاء الكتاب على الأحياء، فحتى الكتاب الراحلون يملكون صفحات خاصة تعرف بأعمالهم للأجيال الجديدة، وغالبا ما يشرف عليها معجبون أو حتى مقربون منهم. وتطرق موقع "وكالة أنباء الشعر العربي" إلى هذا الموضوع في تقرير خاص ذكر فيه أن الأدباء بدورهم يكتبون ويبدعون كل حسب اختصاصه؛ فترى الشعر هو السائد في صفحات الشعراء عبر "الفيسبوك"، وترى النثر والقصة القصيرة عند الروائيين أما الإعلاميين ففي مقالات ولقاءات وحوارات وأخبار، وكل حسب المجال الذي يعمل به. ومن خلال المتابعة لصفحات الأدباء والشعراء، نجد أنها في تطور وازدياد دائم من خلال ازدياد عدد المعجبين والمتابعين والمشاركين والمعلقين؛ فيسارع هذا الأديب أو ذاك لنشر أفضل ما لديه على صفحته لتكون منبرا خاصا به فنجد مثلا صفحة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني الذي أسس معجبوه ومحبوه عشرات الصفحات التي تحمل اسمه، لكن كان أكثرها انتشارا هي التي وصل عدد معجبيها لما يقارب 3 ملايين ونصف وهي في ازدياد دائم مادام "الفايسبوك" منتشرا وللقباني عدد من الصفحات وتجاوز عدد معجبي كل واحدة منها مليون ونصف وأخرى مليون وثلاثمئة ألف تقريبا. أما صفحة الروائية أحلام مستغانمي، فتجاوز عدد معجبيها مليونا وستمائة ألف، وهي لا تتأخر في نشر إبداعها على هذه الصفحة ويزداد معجبوها يوما بعد آخر، ولو أجرينا بحثا عن اسمها في "الفايسبوك" لوجدنا عشرات الصفحات التي حملت اسمها ومنها ماهو رسمي، أي تديرها بنفسها، ومنها ما أنشأه معجبوها وقراؤها. ومن الشعراء الشباب الذين تجاوز عدد معجبيهم المليون؛ المصري هشام الجخ، وهو أحد نجوم المسابقة الشهيرة "أمير الشعراء" في موسمه الرابع. أما محمود درويش؛ فيقارب عدد معجبي صفحته نصف مليون وهي التي لم يكتب بها منذ عام 2008 أي كلمة، كما أنشأ الكثير من معجبي درويش عددا من الصفحات لكن لم يتجاوز عدد معجبيها الرقم المذكور. في السياق ذاته، يتفاوت عدد المعجبين في صفحات الأدباء بين صفحة وأخرى؛ فصفحة الروائي واسيني الأعرج تجاوز عدد معجبيها 170 ألفا، وهذه هي الصفحة الرسمية له، بينما أسس محبوه الكثير من الصفحات التي تحمل اسمه. وتتصدر صورة لفنانين سوريين وهم دريد لحام ورفيق سبيعي وناجي جبر وياسين بقوش وعبد اللطيف فتحي ومحمد الشماط أعلى صفحة الأديب السوري الراحل محمد الماغوط الذي كان يكتب مسلسلات "مقالب غوار" و"صح النوم" وغيرها من الأعمال الدرامية التي برز فيها دريد لحام ورفاقه. ويبلغ عدد معجبي صفحة الماغوط 67600 معجبا. أما الروائي السوداني الراحل فيصل عدد معجبي صفحته إلى ما يقارب 46 ألفا، ويكتب مدير الصفحة أو "الأدمين"، فيها ما أبدعه الروائي صالح في حياته. مظفر النواب 33 ألفا وأدونيس 31 ونازك الملائكة 29 ويصل عدد معجبي صفحة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب إلى 33 ألف معجب وفيها الكثير مما كتبه وأنتجه هذا الأديب المتميز. أما صفحة الشاعر السوري أدونيس؛ فيصل عدد معجبيها إلى 31800 ويكتب فيه أدونيس الكثير من أشعاره ونثره. ويقوم عدد من محبي نازك الملائكة بإنشاء صفحات لها وبلغ عدد معجبي إحدى هذه الصفحات 29 ألفا وفيها بعض ما أنتجته الملائكة في مسيرتها. أما صفحة أحمد شوقي فيصل عدد المعجبين فيها إلى خمسة عشر ألفا ويوجد فيها الكثير مما أبدعه شوقي في حياته. ولا يعتبر عدد المعجبين الكثير أو القليل مقياس أن يكون هذا الأديب أو ذاك مشهورا أكثر أو كتاباته أفضل أو له شعبية أكثر، لكن الموضوع مختلف تماما ولا يحدد عدد المعجبين جودة إبداع هذا الأديب أو ذاك ولكن الموضوع يخضع للتصفح عبر "الفايسبوك" ومتابعة القراء لأديبهم المفضل. وعلى الجانب الآخر؛ نجد الكثير من الأدباء الذين ليس لهم تواصل مع "الفايسبوك" أو حتى "الأنترنت"، وهم مشهورون كثيرا ومتميزون لكنهم بعيدون عن "مجتمع الفايسبوك" تماما.