مجتمعاتنا بعيدة عن الشعر، وأسباب ذلك كثيرة منها انحطاط الشعر الذي نفر الجمهور إذا كانت هناك ضرورة للكتابة الشعرية في هذا العصر، فهي ضرورة ذاتية بالدرجة الأولى ميلود لقاح شاعر مغربي صدر له ديوان أول بعنوان"أغنيات من حريق الحشا" العام 2006، والذي فاز به في مسابقة طنجة الشاعرة دورة بدر شاكر السياب ومحمد السرغيني لعام 2006، و"عرس طرّزته يد المجاز" العام 2010. وكتاب مشترك بعنوان "تجاعيد الموت والبعث، قراءات في أشعار علي العلوي". دُرست أشعاره من قبل نقاد أكاديميين منهم الشاعر والناقد الجزائري الدكتور يوسف وغليسي، والشاعر الجزائري الدكتور ناصر لوحيشي والدكتور جميل حمداوي من المغرب وتُرجمت إلى الإنجليزية من قبل الأديب نويل عبد الأحد المقيم بأمريكا. له دواوين أخرى تحت الطبع منها: "الوريث"، وكتاب نقدي مشترك: "قراءات في التجربة الشعرية الجديدة في شرق المغرب"، وهو حاليا يحضر رسالة دكتوراه في الشعر المغربي المعاصر. في هذا الحوار يتحدث الشاعر لقاح عن الشعر والجو الشعري الذي ترعرع فيه وعن خياراته الفنية المنحازة للقصيدة العمودية والتفعيلية، وعن جدوى الكتابة وضرورتها وأشياء أخرى تدور كلها حول الشعر والأدب. حاورته/ نوّارة لحرش في قصائدك تنطلق عادة من ذاتك، لماذا اصرارك على الذات كمحور وموضوعات، ثم كيف طرقك الشعر، وهل كنت في قرارتك تدري أنك ستصير شاعرا، كيف صافحت الشاعر الذي بداخلك قبل أن يخرج إلى النور؟ ميلود لقاح: صحيح، في كثير من قصائدي أنطلق من الذات، لكنني لا أنطوي عليها بل أتخذها نافذة أطل من خلالها على الواقع، ولا أستطيع أن أكتب بعيدا عنها، ولا أتصور مبدعا متجردا من ذاته فيما يكتبه. إن الذات حاضرة مهما حاول المبدع أن يكون موضوعيا. ولقد أشار الناقد جميل حمداوي إلى هذه الميزة في أشعار ديواني الأول قائلا: "فهو ينطلق من ذاته الرومانسية الحالمة التي لا تنفي عنها الواقعية النقدية، لينتقل إلى رصد ما هو محلي وجهوي، وبعد ذلك يشخص بالتصوير الشاعري، ماهو وطني وقومي وإنساني". وما أعتقده دائما أن هناك تفاعلا مستمرا بين الذات والموضوع. أما الشق الثاني من السؤال فلا بد للإجابة عنه- أن أشير إلى أن منزل العائلة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان كصالون أدبي عائلي، وكان أحيانا ينضم إليه ضيف من شعراء وجدة ومثقفيها، وحينها كنت وأنا في بداية عقدي الثاني ألاحظ أن الحديث جله كان عن الشعر بخاصة، وما كان يثير استغرابي ونفوري من "الصالون" أحيانا أن النقاش كان يحتدّ بين الوالد محمد والعم عبد الناصر والأخ عبد القادر والخال عيسى (كلهم شعراء). ولم أكن أفقه إلا الشيء القليل مما يقال، ولم أكن أرى داعيا إلى كل ذلك العراك الأدبي... فكان أن صرفت نظري عن الشعر وعن أحاديثه، ومواضيعه، التي كان يصطخب بها المنزل، وانفتحت شهيتي على السرد، فقرأت عددا كثيرا من الروايات والمجاميع القصصية، كان أغلبها لنجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وإحسان عبد القدوس، وحنا مينة الذي فتنت برواياته إلى درجة أنني قرأت بعضها أكثر من مرة مثل رواية "بقايا صور" و"المستنقع"... وقادتني قراءاتي تلك إلى كتابة محاولات قصصية نشرت وقتذاك في منابر خاصة بالشباب، فاستحسن "شعراء العائلة" توجهي الإبداعي، لأن العائلة حسب ظنهم لم تكن تتحمل إضافة شاعر آخر. لكنني وجدتني محاصرا بالشعر حصارا عنيفا من قِبلهم، لم أقو على الصمود في وجهه، الشيء الذي دفعني إلى مطالعة الشعر قديمه وحديثه، بل حفظ عدد من قصائد الشعراء القدامى من معلقات وغيرها، واكتشاف شعراء النهضة ورواد الشعر الحر وغيرهم، حينئذ اكتشفت أن هناك شاعراً نائما بداخلي كنت مجحفا في حقه، فصافحته معتذرا، وأخليت له السبيل ليخرج إلى النور!. والدك الشاعر محمد لقاح كان له باع في الشعر والأدب، فهل كان له تأثير عليك وعلى خطك الشعري، هل ورثت منه جينات وقلق الإبداع، وكيف شجعك في مغامرة الكتابة؟ ميلود لقاح: في الواقع لم يكن لوالدي تأثير علي ولا على خطي الشعري (عكس باقي شعراء العائلة) ذلك أنني تسللت إلى الكتابة الشعرية في غفلة منهم جميعا. فقد كانوا يرغبون في أن أكتب شيئا آخر غير الشعر، خصوصا بعد أن لاحقتنا ألقاب عدة من قبل بعض النقاد والشعراء "كمؤسسة لقاح لإنتاج الشعر" و"آل لقاح...". كل نصوصي الأولى نشرتها باسم مستعار هو "ميلود الواعد "، وهو اسم اخترته بعد أن استحسن الشاعر القدير محمد الميموني إحدى قصائدي سنة 1988 (عبر المراسلة) قائلا: "إنك لواعد ياميلود ". ولم أُكتشَفْ شاعرا إلا بعد سنوات، ولا أذكر أنني في يوم من الأيام عرضت على والدي قصيدة قبل نشرها، عكس الآخرين الذين كانوا يفضلون سماع رأيه في أشعارهم. في الواقع لم أكن أقصد ذلك، لكنني كنت أتفادى أي استنكار يصدر ضدي عن "شعراء العائلة". ووالدي لم يشجعني في بداياتي، ليس لأنه لم يكن يريد ذلك، بل لأنه لم يكن يعلم أنني أكتب شعرا، إلا بعد دخولي مرحلة النضج الفني. غير الوالد الشاعر بمن تأثرت من الشعراء ومن أكثر من أثرى وأثث تجربتك الشعرية؟ ميلود لقاح: لا بد أن أشير أولا إلى أن قراءاتي الأولى للشعر كانت أغلبها للشعراء القدامى الذين حفظت كثيرا من أشعارهم، بدءا ببعض المعلقات كمعلقة الأعشى والنابغة وعبيد بن الأبرص، مرورا بأشهر عباقرة الشعر العباسي... وقد أثمرت قراءاتي وحفظي تلك الأشعار قصائد عمودية مازلت أعتز بها. ولم يكن لي حينها علم كافٍ بالعروض!، بعد ذلك حاولت الإطلاع على الشعر الحر، فقرأت للرواد بنهم، كما قرأت لنزار قباني الذي أعجبت بقصائده وحفظت كثيرا منها، لكن الشاعر الذي شغفت بأشعاره هو أمل دنقل. جوابا عن سؤالك أستطيع القول إنني تخليت عن كثير من قصائدي التي رأيت أنها تعكس أصوات بعض الشعراء أهمهم نزار ودنقل اعتقادا مني أن الشاعر عليه أن يخلق صوته المتميز، وهذا ما دأبت عليه منذ مدة، خصوصا بعد أن لا حظت أن أصوات بعض الشعراء صدى لأصوات شعراء آخرين. وهذا يفسر قلة أشعاري، فأنا لحد الآن لم أنشر سوى ديوانين شعريين، لا أرى فيهما تأثيرا جليا لشعراء معينين وربما للنقد كلمة أخرى في هذا الصدد. في تقديم الشاعر يوسف وغليسي لديوانك "أغنيات من حريق الحشا" قال عن نصوصك بأنها حديثة لكنها حداثة معقلنة، ما رأيك؟، وكيف تكون الحداثة المعقلنة، هل هي حداثة مهادنة مثلا أو منضوية تحت السائد والنمطي والتقليدي ولو بحذر أو باحتشام؟ ميلود لقاح: للشاعر الصديق يوسف وغليسي "مصطلحات خاصة" فيما يكتبه من نقد، فقد سعدت بقراءة بعض كتبه النقدية وآخرها "خطاب التأنيث"، ولاحظت أنه يدهش القارئ ويفاجئه أحيانا بهذه المصطلحات التي تنم عن مراس وتميز نقدي واضحين. من هذه المصطلحات وصفه أشعاري "بالحداثة المعقلنة"، وأقول محاولا الشرح إنها حداثة معتدلة (ليست متطرفة) وإيجابية فيها من الأصالة والجدة ما لا يجعلها محسوبة لا على الشعر التقليدي ولا على الشعر المغرق في الحداثة!، إنها التعامل الحذر مع الحداثة (بمفهومها السائد) ولا شك أن للناقد يوسف وغليسي رأيا أرجو أن أقرأه في يوم من الأيام. الديوان فاز بجائزة طنجة للشعر مناصفة مع الشاعر المصري عماد فؤاد، كيف تنظر للجوائز؟، وماذا أضافت هذه الجائزة إليك، هل حفزتك أكثر على الشعر والكتابة؟ ميلود لقاح: الجوائز (وهي في الحقيقة تحصيل حاصل) مهمة جدا، ذلك أنها تعزز ثقة المبدع، وتقدم إليه خدمة جليلة على المستوى الإعلامي، فكم كاتبٍ لمع اسمه بعد فوزه بجائزة. بالنسبة إليّ سرتني الجائزة كثيرا، وفرضت عليّ أن أكون مسؤولا أمام الشعر والقارئ، وأصبحت بعدها أخشى أن أسيء إلى قصائدي السابقة بكتابة قصائد دون مستواها. كأنك بعيد عن جوقة قصيدة النثر رغم أن المشهد الشعري المغربي في أغلبه منحاز لهذه القصيدة، أما أنت فمنحاز إلى العمودي والتفعيلة؟ ميلود لقاح: أنا بعيد عن قصيدة النثر على المستوى الإبداعي، لكنني قريب منها على مستوى القراءة والمتابعة، أقرأ قصائد النثر التي يكتبها الشعراء الموفقون في كتابتها كمحمد الماغوط، ومحمد بنيس الذي أثنى الناقد الكبير عبد الواحد لؤلؤة على طريقته في كتابتها في العدد ما قبل الأخير من مجلة "دبي الثقافية"، وبعض الشعراء الجدد في المغرب والعالم العربي (وهم قلة). ولست راضيا عن أغلب ما ينشر منها. لقد حاولت كتابة هذه القصيدة المسماة "قصيدة النثر" تجاوزا ولم أوفق، والعائق الأساسي الذي واجهني هو كيف أعوض العروض الذي تزخر به القصيدتان العمودية والحرة. يقول بعض المشتغلين عليها (إبداعا ونقدا) إن هناك إيقاعا داخليا تشكله بعض العناصر كالتوازي والتكرار والجرس... كل هذه الأشياء بالنسبة إلي غير مقنعة، ولا أكاد أجدها عند من يتغنون بهذا الإيقاع الداخلي. لقد انبهر أغلب شعراء الجيل الثمانيني والتسعيني ومن جاء بعدهم في المغرب وبعض الأقطار العربية بأطروحات الحداثة البراقة والمغرية لأدونيس فحاولوا ادعاءها في تجاربهم المتواضعة، ناسين أو متناسين أن أدونيس شاعر ومثقف كبير له الحق في أن يجرب أشكالا شعرية جديدة، بعدما أمضى زمنا مع القصيدة العمودية والتفعيلية، والغريب أن هؤلاء الشعراء لم يجتهدوا في تقليد أشعار أدونيس الموزونة، وإنما سلكوا طريقا رأوها سهلة، هي كتابة قصيدة النثر، بعدما صعب عليهم امتلاك الحس العروضي. إنني بكلامي هذا لا أحصر شعرية القصيدة في العروض، لكنني أرى العلم به ضروريا لكتابة الشعر، ولا يمكن لكاتب النثر أن يكون ناجحا في كتابتها، وهو يجهل العروض. يقول الشاعر العراقي صلاح حسن (وهو من كتاب قصيدة النثر) في حوار أجراه معه الشاعر محمد أحمد بنيس ونشر في العلم الثقافي: "قصيدة النثر أصعب شكل كتابي شعري، لأنك في هذا الشكل تتخلى عن جماليات كثيرة مثل الوزن والقافية والشكل. من يرد أن يكتب قصيدة نثر حقيقية ومختلفة عليه أولا أن يخوض في الكتابة في هذه الأشكال، والخروج من هذه الأشكال بعد تجريبها يمنح الشاعر الذي يكتب قصيدة النثر فكرة عن قصيدة النثر ذاتها". إنني شخص مسكون بالإيقاع، ولا أتصور أنني في يوم من الأيام سأكتب شعرا خارجه، لأنني مؤمن بقيمته في النص الشعري. لماذا الإصرار على الشعر والكتابة في هذا الوقت المتسارع والمتصارع؟ ميلود لقاح: هو إصرار غير إرادي، أجدني في لحظات كثيرة منساقا وراء قصيدة تختمر في داخلي، وأنسى أنني من قبل دخلت في جدال مع الذات عن جدوى القصيدة التي قد لا تجد مكانها وسط ركام هائل من القصائد، وقد لا يعبأ بها القراء وسط هذا الواقع الذي يعرف انفجارا معلوماتيا وتطورا تكنولوجيا وإلكترونيا هائلا...، لكن عندما أكتبها أكتشف أنها منحتني توازنا نفسيا، وصفاء روحيا، وسرورا لا يعبأ به الآخرون... وهذا من أسرار ذلك الإصرار!!. متى تشعر أن الكتابة ضرورية وأنه لا مفر منها وأنها تشكل بعض الخلاص، وهل شعرت يوما عكس هذا وبأنها لا تشكل لا ضرورة ولا ملاذا ولا خلاصا؟ ميلود لقاح: في كثير من الأحيان يواجهني سؤال: ما جدوى الكتابة؟ تحت تأثير عوامل عدة، وأتذكر قول سميح القاسم: "ما ذا يمكن أن تفعل قصيدة أمام طفل يموت؟" ويمكن أن أضيف أسئلة محيرة أخرى، من قِبل: ماذا يمكن أن تقدم قصيدة لمجتمع يصطخب بالمشاكل المتنوعة، ولا وقت له لقراءتها. وأحيانا أخرى أشعر أن الكتابة ضرورية ولا مفر منها، عندما يتشكل لدي تجمع داخلي من الرؤى والأفكار بعد تراكم للقراءات المتنوعة، والدخول في تجربة معينة، حينها أحاول التخلص مما يعتمل في داخلي فتكون الكتابة. يجب أن نكون واقعيين وصادقين، إذا كانت هناك ضرورة للكتابة الشعرية في هذا العصر، فهي ضرورة ذاتية بالدرجة الأولى، لأن الشريحة الكبيرة من مجتمعاتنا بعيدة عن الشعر، وأسباب ذلك كثيرة منها مشاكل العصر المتفاقمة، وانحطاط الشعر الذي نفر الجمهور. أحيانا تطعمُ قصائدك بكلمات من اللهجة المحلية المغربية، فما الذي تريد إيصاله من هذا التطعيم أو التوظيف؟ ميلود لقاح: هي كلمات معدودات، ربما وردت في قصيدتين أو ثلاث، وظفتها بشكل عفوي، وكان أن أدت وظيفة جمالية، لم تكن لتؤديَها مرادفاتها في اللغة الفصحى. أذكر أنني وظفت كلمتين من "المعجم الطفولي" في الدارجة المغربية، حظيتا باستحسان كبير من قِبل من قرأ أو سمع القصيدة. ما أريد إيصاله من هذا التوظيف هو جعل القارئ قريبا جدا من الموضوع والتجربة التي أفرزت النص، ولست بدْعا في ذلك، فقد قام بالشيء نفسه كبار الشعراء العرب كمحمود درويش وخالد أبي خالد وشوقي بزيع وغيرهم. في بعض القصائد توظف أشكالا إيقاعية متنوعة فيها التفعيلي والخليلي؟ لماذا تلجأ إلى هذه التقنية بالذات؟ ميلود لقاح: أجل، هذا ما لاحظه الدكتور يوسف وغليسي قائلا في مقدمة ديواني الأول إن في أشعاري تعايشا للأشكال المتعارضة، فهناك الشكل العمودي والحر الذي يقوم على السطر الشعري القصير والمدور، بالإضافة إلى هذا كتبت قصيدة حرة على بحر ممزوج (هي أيضا في ديواني الأول) هو البسيط، وهذا شيء نادر في الشعر العربي المعاصر، اعتمده شعراء قلائل كدرويش وأدونيس وفي المغرب عبد الكريم الطبال ومحمد علي الرباوي الذي قرأت له قصيدة حرة مدورة على بحر الطويل!، في الواقع أنا لا ألجأ إلى هذه الأشكال، بل تأتي مع القصيدة... لا أملك اختيار البحر أو الشكل، وأظن أن أي شاعر حقيقي لا يملك ذلك. عندما تفاجئني الأبيات أو الأسطر الأولى من القصيدة أكتشف البحر ويكون علي أن أكملها محافظا عليه. هل أنت مطلع على الشعر الجزائري، وماذا تقول عنه؟ ميلود لقاح: طبعا اطلعت على أشعار عدد مهم من الشعراء الجزائريين المنتمين لأجيال مختلفة، منهم مفدي زكريا، والأخضر السائحي، وصالح خباشة الذي درست التناص في إحدى مجموعاته الشعرية، وأزراج عمر، ومصطفى الغماري، وسليمان جوادي، وحرز الله أبو زيد، وعز الدين ميهوبي، وناصر لوحيشي، ويوسف وغليسي، ونور الدين الطيبي وعبد الله العشي، ونور الدين مبخوتي، وخالدية جاب الله....، وفي الأشهر الأخيرة أتاح لي الصديق يوسف وغليسي مشكورا- فرصة تعرف شواعر الجزائرعبر مؤلفه "خطاب التأنيث". أقول من دون مجاملة: إنني معجب بعدد كبير من التجارب التي يقودني إعجابي بها إلى تبني رأي لأستاذي الشاعر محمد علي الرباوي مفاده أن "الشعر العربي سينهض من جديد في الجزائر"!، ذلك أن رياح الحداثة "الجوفاء" لم تمسك بخناق هذا الشعر في هذا البلد الشقيق، كما فعلت في عدد من الأقطار العربية.