كعادتها في استغلال كل أزمة مهما كان نوعها، تحاول ما يعرف ب "الحركة من أجل إقامة حكم ذاتي في بلاد القبائل" التي يقودها المغني القبائلي فرحات مهني، تحويل أي مشكل إلى أنه صراع عرقي بين العرب والأمازيغ في الجزائر. المناسبة الجديدة التي حاول "الماك" الركوب على موجتها ونشر آرائه المسومة ضد الوحدة الترابية للجزائر، هي الفتنة التي شهدتها مناطق في منطقة برج باجي مختار في ولاية أدرار بعد العثور على جثة شاب في عيد الفطر مقتولا وعليه آثار ضرب، لتتحول القضية إلى أعمال عنف وتخريب بين قبيلتي "إيدنان" التابعة للطوارق، و"البرابيش" العربية، مما نتج عنه سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. واستعملت جماعة فرحات مهني، نفس الأدبيات التي اعتادت على اللجوء إليها للصيد في المياه العكرة من خلال اتهام السلطات الجزائرية على مساعدة السكان العرب في تنفيذ ما وصفتها ب"المجازر" ضد الأمازيغ ، وهو ليس بالجديد في رأي "الماك"، حيث سبقت هذه الأحداث أخرى من نفس الشكل في إطار ممارسة "الإبادة الجماعية ضد الأمازيغ". وواصلت "الحركة من أجل إقامة الحكم الذاتي في بلاد القبائل" بيانها التهويلي والذي خصصت جزء معتبر منه في استجداء التدخل الخارجي في القضية، من خلال اعتبارها أن هذه الأحداث ليست معزولة، بل سبقتها "ممارسات عنصرية من قبل النظام الجزائري الذي لا يضيع أي فرصة لقمع السكان الغير الناطقين باللغة العربية"، مطالبة إلى إرسال بعثة دولية لحماية الطوارق من الإبادة الجماعية". و يبدو أن بيان "الماك" المستغل للفتنة والاقتتال بين القبائل التي عاشت في سلام وتفاهم منذ القدم، هو في إطار محاولة الحركة النفخ في الرماد لتأجيج الفتنة، وهو الجو الذي تفضله الجماعات الانفصالية التي ليس من صالحها أن يحصل استقرار وتعايش بين مختلف المكونات، لاسيما مع تعهّد كل من ممثلي قبيلة "إيدنان" التابعة للطوارق وقبيلة "البرابيش" العربية ببرج باجي مختار ولاية أدرار الذين نشبت بينهم حرب دامية طيلة أربعة أيام أدت إلى قتلى وجرحى، بإنهاء جميع المشاكل المُسببة لهذه الأحداث التي اعترفوا أنها "غريبة عن روح التسامح والتعايش المعهودة لدى سكان المنطقة"، خصوصا بعد كشف التحقيقات الأولية حول الأحداث، تورط أطراف خارج الحدود الجزائرية من شمالي مالي وعلاقتهم بما جرى من أعمال عنف، وقد كان لهذه الخطوة أثر إيجابي على الوضع الأمني في المنطقة حيث عاد الهدوء واختفت كل مظاهر العنف التي شهدتها على مدارال8 أيام الماضية. ويأتي هذا الإعلان، بعد أن كشفت مصادر ل"البلاد" أن أيادي خارجية تحاول اللعب على الوتر العرقي في مدينة برج باجي مختار، قصد تحويل المنطقة إلى الوضعية التي تعيشها مناطق ليبية جراء الفوضى الأمنية وانتشار العنف والمسلحين.