أظهر تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية نسبة الاستهلاك الكبيرة للمشروبات الكحولية في الجزائر ، حيث لم يحل اعتناق أكثر من 99 بالمئة من شعبها للدين الاسلامي الذي يحرم تناول الخمور بصورة مطلقة من انتشار هذه العادة السيئة التي تحاول حتى الدول الغربية الغير المسلمة مكافحتها نظرا لأضرارها الصحية و الاجتماعية الوخيمة. فقد احتلت الجزائر المرتبة الأولى في قائمة الدول الافريقية المسلمة التي يتناول شعبها أكبر كمية من الخمور ، حيث وصل معدل استهلاك الفرد فيها سنويا 1 لتر ، متبوعة بغينيا ب 0.8 ليتر ، و الصومال ب 0.5 ليتر ، ثم جزر القمر ب 0.4 ليتر ، تليها مصر التي يبلغ معدل استهلاك الفرد فيها من المشروبات الكحولية 0.38 ليتر ، ثم ليبيا ب 0.11 ليتر ، ثم موريطانيا 0.1 ليتر. لكن نسبة استهلاك المشروبات الكحولية في الجزائر ، و غيرها من الدول الافريقية التي بها أغلبية سكانية مسلمة تبدو بعيدة جدا عن نسب الاستهلاك في الدول ذات الأغلبية الغير مسلمة ،التي تصل الى مستويات قياسية تصدرتها نيجيريا التي يستهلك فيها الفرد ما متوسطه 12.6 ليتر في السنة ، أي ما يقارب ضعف الجزائر 13 مرة ، تليها أوغندا بمعدل 11.9 ليتر في السنة ، ثم تنزانيا بمعدل 6.8 ليتر سنويا. و بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية ، فان الجزائريون أكثر اقبالا على الخمور الرخيصة ، و خصوصا الجعة التي وصلت نسبة استهلاكها الى 80 بالمئة من كمية كل المشروبات الكحولية الرائجة في الجزائر ، أما النبيذ فلم يتجاوز نسبة 11 بالمئة ، لتتشارك الأنواع الأخرى من المشروبات الروحية نسبة 9 بالمئة المتبقية. و تشير آخر البيانات حول إنتاج الخمور في الجزائر أن رقم أعماله يقدر ب120 مليون أورو، وهي حصيلة عائدات تسويق منتجاتها التي يستهلك 80 بالمائة منها محليا و تؤكد هذه المعطيات الاقتصادية أن ما يوجه للتصدير للسوق العالمية لا يمثل إلا 20 بالمائة من مجموع الإنتاج، بمعنى أن الجزائر تنتج الخمور بالدرجة الأولى من أجل استهلاك مواطنيها. يتولى الديوان الوطني لتسويق الخمور، إنتاج الخمر، بدءا من غرس أشجار الكروم إلى تحويل العنب إلى تعبئة الخمر في الزجاجات وتغليفها وصولا إلى التسويق، وقد تحول إلى شركة بالأسهم برأسمال يقدر ب 5.5 مليون أورو سنة 1990، ويمتلك 5 آلاف هكتار من أشجار الكروم موزعة على 34 مزرعة نموذجية تتواجد معظمها في غرب البلاد بمناطق معسكر، تلمسان، مستغانم، عين تيموشنت ومناطق الوسط مثل المدية وعين الدفلى والمتيجة كذلك منطقة الطارف بأقصى شرق البلاد. و تدعم نشاط صناعة بدخول شركات كبرى شركة ''كاستل'' الفرنسية، التي دخلت السوق الجزائرية من خلال الإنتاج، حيث عرفت أعمالها في هذا المجال ازدهارا كبيرا نظرا للتطور المعتبر من حيث الاستهلاك و الذي يقدره الخبراء بحوالي 10% في العام.