تحتل المشروبات الكحولية في رأس القائمة في مستوردات الجزائر من المشروبات، ولا يمثل العصير إلا النصف من مجملها، ثم المياه المعدنية التي تشكل ربع من الواردات، ويعودهدا الارتفاع الى تزايد مستهلكيها حسب بيانات الجمارك· ارتفاع متزايد في الاستهلاك تعرف صناعة الخمر ارتفاعا مستمرا خلال السنوات الأخيرة حيث يقدر ب10% الى 15 بالمائة في العام بسبب تشجيع مشروع الدعم الفلاحي لزراعة الكروم، كما تنتج الجزائر 400 ألف هيكتولتر من الخمور والنبيد سنويا، مما جعل التنافس بين الشركات المنتجة والمستوردة على أشده· هذا في الوقت الذي تشير فيه التقارير الرسمية إلى محدودية الاستهلاك في حدود مليون ونصف هكتولتر فيما يتعلق باستهلاك الجعة فقط أوما يعرف عندنا بالبيرة· وتشير التقارير الرسمية إلى أن حجم الاستهلاك في ارتفاع، على اعتبار أن حصة الفرد انتقلت من 3 لترات للفرد في السنة إلى 5 لترات في الوقت الحالي· عكس الاعتقاد السائد في العديد من الدول الإسلامية حول اقتصار استهلاك هذه المشروبات المحرمة دينيا على فئة معينة، يكشف الواقع أن رقعة الاستهلاك ما فتئت تتسع لتشمل مختلف الشرائح من المجتمع بكل أطيافه ومستوياته· الإنتاج السنوي يرتفع عاما بعد عام واقع أن الأرقام والإحصائيات بخصوص عدد المستهلكين لا تعكس الواقع الحقيقي في ظل غياب بحوث ميدانية، غير أن الجميع يتمسك بأرقام الإنتاج السنوي التي تؤكد ارتفاع نسبة المستهلكين· وفي هذا المقام، يمكن التذكير بعدد الأرقام المتعلقة بحجم الإنتاج، إذ يقدر حجم إنتاج ”بيرة البوفور” من طرف ”كاستل” الذي يتوفر على ثلاثة مصانع إنتاج في الجزائر، بحوالي 280 ألف هكتولتر في العام، مع العلم أنها الماركة الأولى من حيث التسويق في الجزائر· هذا فيما يتعلق بنوع واحد من الأنواع الكثيرة للبيرة المسوّقة بالبلاد، دون الحديث عن أنواع الخمور والنبيذ الفاخر المنتج محليا والمستورد من الخارج· للإشارة، فإن مجمع ”كاستل” وحده يسوق أكثر من أربعة أنواع من البيرة، مما يجعله الرائد في سوق الكحوليات الوطني، على اعتبار أنه وضع يده على حصة الأسد من هذه السوق بنسبة يرى الخبراء أنها تجاوزت 60% من إجمالي السوق، حيث تشير الأرقام المقدمة من طرف شركة ”كاستل” إلى أن القدرة الإنتاجية لديهم بلغت حوالي600 ألف هيكتولتر في العام، في حين أن بقية السوق يتقاسمها عدد من المتنافسين، في مقدمتهم شركة ”هاينيكن”، الرقم الثاني في تسويق البيرة· هذه الأرقام التي تخص إنتاج البيرة التي تبدوهائلة، يقول عنها العاملون في القطاع إنها ضئيلة بالنظر إلى قدرة استيعاب هذه السوق· هذه الأرقام تقابلها أرقام أخرى عن إنتاج أنواع الخمور والنبيذ الفاخر، أرقام عن حديث آخر لا علاقة له بما يحدث في قطاع إنتاج البيرة· أكثرمصانع الجعة بالعاصمة وأكثر المحلات بتيزي وزو حسبما أفاد به المركز الوطني للاحصاء فإن أكثر المصانع إنتاجا للخمر توجد بالجزائر، و 514 محلا لبيع الخمور مصرحا بها عبر الوطن أكثرها بولاية تيزي وزو التي تضم 141 محلا متبوعة بالجزائر العاصمة ب131 محلا ثم بجاية ب112 محلا، وباتنة والأغواط وبسكرة وبشار بمحل واحد لكل ولاية· الخمور المستوردة للأغنياء والمحلية ل”الزوالية” يرتفع استهلاك المشروبات الكحولية في الجزائر خلال الاحتفلات برأس السنة الميلادية خاصة بالفنادق الفخمة وحتى الحانات البسيطة، حيث يسجل اقبال متزايد للشباب والعمال وحتى العائلات التي تفضل أن تستقبل السنة الجديدة بالفنادق والنوادي الليلية والحانات والمطاعم تحت موسيقى صاخبة، وتستغل هذه الفنادق الفرصة لتخصيص مختلف الأطباق الباهظة الثمن وتوفير النبيد وكل أنواع الخمور· التقت ”البلاد” خلال جولتها الاستطلاعية بالعاصمة، كريم أحد باعة الخمور، فقال إن الخمور المنتجة محليا أكثر استهلاكا في الجزائر من الأنواع المستوردة، نظرا لمعقولية سعرها وسهولة تناولها من الباعة والموزعين· نجد خمر ”تلاغ ”1990 من المدية و”تلمسان الأزرق” وخمر معسكر من أكثر الخمور رواجا في المحلات بالعاصمة، حيث تشهد استهلاكا واسعا من قبل المدمنين لأن سعرها لا يتعدى 100دج، وخمر ”ربوفور” من عنابة و”أربرو” من بجاية الأبخس ثمنا على الإطلاق، حيث يبلغ سعر القارورة بسعة نصف لتر 55دج فقط، أما ”الطونفو” بالسعة نفسها فيقدر سعرها ب 80دج، ثم ”بافاروار” ب200دج· وتعتبر هذه الأنواع الأربعة ذات تأثير متوسط على العقل يستهلك منها المدمنون أزيد من أربع قارورات للوصول إلى حد النشوة والثمالة التي تبعدهم عن عالم الواقع للحظات· كما أضاف المحدث قائلا: إن بقية الأنواع من ”الويسكي” و”الفودكا” فقلما تباع لديه لأنها سعرها من 2500 دج الى 5000دج للقارورة ذات سعة لتر، لا يبتاعها إلا رجال المال والأعمال· حتى الحانات طبقات ومثلما أن زبائن المسكرات طبقات، فإن حاناتها أيضا تحترم هذه الطبقية، خاصة في المدن الكبرى، حيث تخصص حانات لرجال الأعمال فقط وتحظى هذه الأخيرة بالحراسة المشددة وتحت رقابة أمنية تضمن أن لا يتعرض أي زبون من زبائنها للأذى مهما ذهب عقله من السكر، وأخرى تضم فئة معينة من العمال، كما هو الحال في العاصمة التي تشتهر بحانة خاصة بالصحفيين فقط، تتمتع أيضا بنوع من الحراسة· ثمّ حانات العامة التي يختلط فيها الحابل بالنابل وترتكب فيها الجرائم بمختلف أنواعها، لأن زبائنها غير معروفين، ويتعمدون الشرب حتى الثمالة· وهناك من الحانات من تفرغ مساحة للعائلات مثلما تفعل بعض المطاعم، منهم العائلات الأجنبية والعربية التي نشأت على الطريقة الغربية·