التعرف على مصير أول مجموعة من المفقودين الصحراويين الناجي بأعجوبة من جحيم الموقعة يروي تفاصيل اليوم الدامي ويؤكد أن "يحيى الملك" أنقذته عثرت السلطات الصحراوية مؤخرا، على مقبرتين جماعيتين، ب"فدرة القويعة" "المنطقة الحدودية، بين الأراضي الصحراوية المحتلة والمهيريز المحررة"، حيث تم التّعرف على هوية الضحايا، الصحراويين، وذلك بعد التّحقيقات التي أشرف عليها فريق عمل أجنبي، من أطباء وقانونيين وعلماء الوراثة والطب الشرعي، ومختبر علم الوراثة في جامعة "بلاد باسك"..، حيث خضعت العملية للمراقبة الدولية، حسب ما أوردته جمعية أولياء وعائلات المفقودين والمختطفين الصحراويين في تصريح ل"البلاد"، حيث أكدت بدليل المستندات التي استلمنا نسخة منها أنه هناك العديد من المقابر الجماعية التي يتورط المغرب بشكل مباشر في إقامتها، التي دفن فيها عشرات الصحراويين الذين كانوا إلى فترة غير بعيدة في تعداد المفقودين. تلقى فريق من تحقيقات الطب الشرعي بجامعة بلاد الباسك مؤخرا، التماسا من جمعية أولياء وعائلات المفقودين والمختطفين الصحراويين، لإجراء بحث في منطقة من الصحراء الغربية، أين يعتقد وجود رفاة لضحايا صحراويين،حيث قام عدد من المؤهلين حسب ما ورد في الوثائق، من ذوي الخبرة الواسعة، رفقة عدد من أقارب المفقودين بزيارة قطاع بمنطقة السمرة على بعد نحو 400 كلم من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، حيث تم هناك العثور على أزيد من ثماني رفاة على مرحلتين وفي مقبرتين، حيث يوجد القطاع الذي تم الحفر فيه قرب "امغالا"، الواقعة في نطاق مركز مراقبة البعثة الأممية بموجب وقف إطلاق النار منذ 1991. راع صحراوي يكتشف العظام ويفجر الفضيحة بدأت حيثيات البحث، بعدما عثر راع صحراوي، على بقايا رفاة متناثرة على الرّمال، وقد جرفت المياه العظام التي بدت متأثرة بفعل أشعة الشمس ومنتشرة على مساحة واسعة بالقرب من هذا المكان. وخلص التحقيق الذي أجراه الفريق الدولي مؤخرا، إلى إمكانية تواجد ما بين ثمانية إلى تسعة أشخاص في تلك المنطقة، حيث تم تقديم أسمائهم للباحثين من قبل أسرهم، ووفقا لشهادة إحدى المتواجدات في المنطقة، التي تحدثت معها "البلاد"، فقد كان بين هؤلاء الأشخاص، طفلان، حيث تم تجميع الرفاة وحمايتها "طبقا لشعائر الدّين الإسلامي واحتراما للإنسانية"، حيث تبين في تحليل لاحق أن هذه الرفاة كانت خارج وداخل المقبرة الجماعية الأولى، وقد عاين الفريق وجود ست جثث لذكور، اثنين منها لأطفال، والباقي من البالغين جميعهم مصابين بطلقات نارية كما تم العثور على العديد من الأغراض الشخصية والوثائق والملابس. تذكر الوثائق التي استلمتها "البلاد"، أنه تم العثور على مقبرة أخرى بالقرب من الأولى، حيث تم التحقق من وجود هيكلين عظميين مع آثار إصابات ناجمة عن طلقات نارية، فتقول شاهدة العيان "وجدنا في المكان بعض الأغراض التي اهتم فريق الطب الشرعي بها وتم تخزينها بعدما تعرف أفراد من الأسر عليها". سعيد الداف: لولم أردد "يحيى الملك"، لكنت مدفونا بينهم يروي لنا عالي سعيد الدّاف، 50 سنة، تفاصيل اللّيلة الدامية، التي عاشها رفقة والده، ومواطنيهما، حينما كان يبلغ من العمر 14 سنة، في 12 فيفري 1976، فيشير إلى أنه جاء رجل في سيارة جيب في الوقت الذي كان فيه محدثنا يبحث عن الماء رفقة أحد جيرانه المدعو محمد مولود، فسألهم الجندي المغربي الذي ارتجل السيارة حسب ما صرحه المتحدث، عن مكان "جبهة البوليساريو"، في الوقت الذي كان بمنطقة سمرة صحراويين آخرين، حيث تمت الاعتقالات، وسمع محدثنا أصوات التوسل تتعالى في الجهة المقابلة، وقد تم اغتيال كل من كانوا هناك، بما فيهم الأطفال، ولكن سعيد الدّاف، نفذ بأعجوبة، بعدما تم "إذلاله" من قبل الجنود المغاربة حسب ما صرّح لنا به وإرغامه على ترديد عبارة "يحيى الملك". الألغام تحصد هي الأخرى الأرواح على الشريط الحدودي سجلت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام، أكثر من 900 حالة ممن نالت منهم هذه الأخيرة سواء في الأراضي المحررة أو المخيمات. وحسب تصريح أمينها العام ل"البلاد"، فإن هذه الجمعية حديثة النشأة بدأت نشاطها سنة 2005 في تجاه تنبيه العالم لخطر الألغام بالصحراء الغربية، فيقول "يعتبر الرّبط، المغربي الذي يقسم الصحراء إلى قسمين خطا ناريا، وإجراميا في حق الشعب الصحراوي". فحسب تقدير المتحدث "الألغام لا تشكل الخطر الوحيد عليهم وإنما القنابل العنقودية أيضا التي ترمى على أفراد الجيش مما ينهي حياتهم، ويلوث الجو بشكل مرضي، لتصنف الصحراء الغربية من بين أكثر المناطق تلوثا في العالم". وحسبما أكده لنا الأمين العام، فإن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذا الخطر نظرا إلى قلة وعيهم وصعوبة التحكم فيهم، خاصة أن أدوات لعب الطفل الصحراوي محدودة.. وقد وضعت الجمعية قاعدة لجمع بيانات ضحايا الألغام بمختلف الولايات الصحراوية لضبط العدد بالشكل الصحيح. ويعاني الشعب الصحراوي من حرب نائمة شعواء أمام محتل لا يعترف بالإنسانية، إنه مستعمر رفض الإمضاء على اتفاقية أوتاوا وأوسلو لحظر القنابل العنقودية.