انتشرت بأسواق وهران ظاهرة بيع مواد صيدلانية بطريقة غير قانونية وهو ما جعل أخصائيين وأطباء يدقون ناقوس الخطر بسبب انتشار بيع أدوية تسبب مضاعفات صحية خطيرة على مستهلكيها، وهي الظاهرة التي أخذت في الانتشار خاصة في ظل إقبال الشباب والنساء عليها خاصة، فيما تتقاذف مديريتا الصحة والتجارة التهم حول المسئول عن انتشار هذه الظاهرة، خاصة بعد تلقيهما للعديد من الشكاوى من طرف ضحايا استعمال تلك الأدوية عن جهل، وهو ما أفاد به مصدر من مديرية الصحة، ورغم تلك الشكاوى إلا أن الظاهرة أخذت منحا خطيرا عندما أصبحت المستحضرات الطبية تباع حتى في الأكشاك وعلى الأرصفة بالأسواق الشعبية. وأعرب العديد من الأطباء والصيادلة عن قلقهم من انتشار ظاهرة بيع المستحضرات الطبية بطريقة غير قانونية، حيث أفادت مصادر طبية بأنه يتم تسجيل حالات معتبرة متضررة من استعمال تلك المستحضرات الطبية، وأغلب تلك الحالات المسجلة هي من النساء اللواتي يقبلن كثيرا على تلك المواد خاصة منها المصنوعة من الأعشاب والمعروفة بالخلطات وذلك من أجل الزيادة في الوزن مثل المنتوج المعروف باسم "السريع" الذي عرف إقبالا كبيرا من طرف الباحثين عن الزيادة في الوزن وغيره من مستحضرات التجميل، وكذلك فئة الشباب الساعي للحصول على بنية قوية من خلال خلطات متنوعة والتي صار بيعها مهنة من لا مهنة له، حيث يجهل مصدر تلك الأدوية وتاريخ انتهاء صلاحية استعمالها ومكان صنعها والشركة المستوردة وهو ما يخلي أي جهة من المسئولية عن انعكاساتها السلبية، عدا مديريتي الصحة والتجارة، واللتان تتقاذفان التهم إزاء هذه الظاهرة. وتتسبب تلك المواد المستعملة بدون استشارة طبيب أخصائي في مضاعفات صحية خطيرة، وإن تأكد نفعها في مجال معين، إلا أن ضررها أكثر من نفعها، حيث يسبب تناولها إسهالا وإمساكا إضافة إلى مغص يمس الوظائف الحيوية للجسم. كما أن بعضها يؤثر بشكل خطير جدا على النساء الحوامل، واللواتي لا يتوانين عن تناول مختلف الخلطات التي تباع في أماكن متفرقة وبالأسواق الشعبية وعلى الأرصفة، حيث قد إن بعض المواد المكونة لتلك الخلطات قد تؤدي إلى الإجهاض الاضطراري أو وفاة الجنين. وبخصوص تأثير تلك المستحضرات الطبية على الشباب، كشف أطباء بأنه بغض النظر عن انعكاساتها الإيجابية وتحقيقها للنتائج المرجوة والمتمثلة في الزيادة في الوزن وتقوية العضلات، بالرغم من ذلك إلا أن استعمال تلك المواد له انعكاسات جانبية أخرى خطيرة تظهر أعراضها مستقبلا على حياة الشاب، وأبرز تلك المضاعفات الخطيرة التقليل من القدرة الجنسية لدى مستعملها، وتصل أحيانا في بعض الحالات إلى درجة الإصابة بالعقم. ورغم المنحى الأخير الذي أخذته الظاهرة، إلا أن كلا من مديرية الصحة والتجارة تتنصلان من المسئولية عن ذلك وتتقاذفان التهم، حيث تعتبر مديرية التجارة أن وضع حد لهذه الظاهرة هو من صميم صلاحيات مديرية الصحة في مراقبة نوع المستحضرات الطبية والأدوية التي تباع بطريقة غير قانونية في خارج مكانها المحدد وهو الصيدلية، كما توجه الأخيرة أصابع الاتهام إلى الأولى على اعتبار أن مهام مديرية الصحة تقتصر على مراقبة الصيدليات وليس بإمكانها التدخل في نشاط خارج عن نطاق قطاعها، حيث صرح مسئول من مديرية الصحة أن نشاط بيع الأدوية بطريقة غير قانونية هو جزء من ظاهرة التجارة غير الشرعية والأسواق الموازية ومديرية التجارة هي المخولة بمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة.