دعا عدد من الصيادلة بوهران إلى ضرورة وضع آليات وخطط جديدة للحد من انتشار الخلطات العشبية، وأكدوا أن غياب الوعي الصحي ومحدودية الثقافة الطبية شجع العديد على اتباع عقاقير وأعشاب مجهولة المصدر، تبيع الوهم للناس من دون إشراف طبي. حيث يستغل تجّار، وباعة الأعشاب ومحلات العطارة هذه النظرة لترويج العقاقير فاتحة الشهية، وبعضها حسب مسؤول صيدلية بوسط المدينة تساعد على تراكم الدهون في أجزاء معينة من الجسد، والأخرى تحفظ الماء تحت الجلد فيبدو الجسم ممتلئاً . وهو ما أدى إلى ظهور سوق خصبة لتوسيع نطاق هذه الأنماط من العلاج، وتشكل فئة النساء 90 بالمائة من زبائن العطارة بشهادة الناشطين في المجال، وهو ما وقفت عليه «الشعب» بسوق المدينة الجديدة الشهير في المجال، أين سجلت إقبالا منقطع النظير لهذه المستحضرات الطبية من طرف سيدات يبحثن عن الرشاقة أو عن زيادة وزن. من جهتها، مديرية الصحة، صرحت أنها لم تتلق أية شكاوي لمواطنين في هذا الخصوص، وأخلت مسؤوليتها، مؤكدة أن المديرية تتوفر على مراقبين وصيدلانيين مراقبين مختصين في مراقبة الأدوية على مستوى الصيدليات، وتبرأت من المجال خارج الإطار الشرعي، حيث أكدت المكلفة بالإعلام،السيدة، عائشة مغني، أن التدخل في هاته الحالة يكون من خلال إيداع شكوى مكتوبة من طرف المتضرر، وأن الشق الأكبر من المراقبة في هذه الحالة من مهام ومسؤولية مديرية التجارة، فالدواء بصفة عامة، تضيف مصادر «الشعب» من تركيبات كيميائية مرفقة بالمحاذير التي يجب مراعاتها عند الاستعمال، وكذلك المضاعفات التي قد تنشأ عن استعمالها والأدوية الأخرى التي يجب أن لا تستعمل معه، وهو ما لا تتوفر عليه المستحضرات العشبية، وهنا تكون الخطورة. وحسب التوضيحات، فإن فبائع الأعشاب قد يكون جاهلاً بالحرفة أوليس لديه الخبرة الكافية، فيأتي إليه من يشكو من الصداع ويعطيه عشبة عادية، بينما يكون السبب هو ارتفاع ضغط الدم، فينتهي به الأمرئإلى الشلل أو الوفاة، ولكن المصيبة أن بعضهم لا يتحلى بصفة الأمانة، فكثير ممن يذهبون إلى شراء الأعشاب، رغم علمهم المسبق بالانعكاسات عند استخدامها من طرف مرضى القلب أو مع أدوية أخرى، كما أن للأعشاب بصفة عامة تأثيرات مفيدة جداً إلا أن لها تأثيرات ضارة وأحياناً سامة جداً وأقوى سموم الدنيا عشبية. وقد تكون نتائج محسوسة بشهادة العشرات من زبائن ما يعرف بالطب التقليدي خاصة من كبار السن، لكن العواقب قد تكلف الكثير، خاصة وأن الجميع يعتقد أن الأعشاب إن لم تنفع، فلن تضر، مما ساهم في انتشار تجارتها على الأرصفة في أكياس مختلفة، كل منها يعالج مرض معين، بالإضافة إلى اقتحام تلك الوصفات لبعض الصيدليات في وهران، وقد يتضح أحياناً أنها أعشاب منتهية الصلاحية وتم تحضيرها بطريقة عشوائية داخل ورشات سرية وتعبئتها في عبوات وأكياس بهدف طرحها في السوق على الأرصفة. ليبقى استخدام وتناول الأعشاب الطبية مرهوناً بوصفة الطبيب.