البكالوريا تتراجع أمام معضلة السكن! أعطيت أمس، إشارة انطلاق الموقع الإلكتروني المخصص للاكتتاب الأوّلي، للراغبين في التسجيل بالمشروع السّكني الجديد لوكالة عدل، وقد سجلت "البلاد"، انطباعات المواطنين، الذين "اصطفّوا" صبيحة أمس في انتظار الأدوار أمام الموقع، الذي اعتبر انفراجا للبعض، ونقمة للبعض الآخر، خاصة أولئك الذين لا يجيدون استخدام المواقع، والذين اضطروا بدورهم للتوجه باكرا إلى مقاهي الأنترنت، هذه الأخيرة التي سجلت أرقاما قياسية في الزيارات، حسب ما رصدناه. كما استاء الكثيرون من توقف الموقع وبطئه بسبب خدمات الاستضافة التي لا تتحمل الضغط الكبير، حيث اضطر البعض إلى التسمر لساعات طويلة أمام الحواسيب لإتمام عملية التسجيل، ولسان حالهم يقول متى تتمكن الإدارة من التحكم في التكنولوجيات الحديثة وتوفر عليهم ساعات الانتظار والعذاب على غرار ما يحدث لمعرفة نتائج البكالوريا أو شهادة التعليم الأساسي. انتظر الراغبون في التسجيل بموقع وكالة عدل، للحصول على المواعيد، لإيداع الملفات، بفارغ الصبر، فاستحسن العديد ممن تحدّثنا إليهم، المبادرة التي واكبت متطلبات العصر، "كما خفّفت من الضغط على مقر الوكالة، التي لم تصل بعد إلى حل نهائي لمشكلة المكتتبين الأوائل "2001 /2002"، وقد كان موقع الوكالة أمس، شغل الجزائريين الشاغل، خاصة وسط التساؤلات، حول بعض البنود المصرّح بها فيه، التي وجدها البعض غامضة، ولم يتردد آلاف الراغبين في التسجيل، في انتظار فتح الموقع، على الساعة الثامنة صباحا، فما أن فتئ هذا الأخير يعمل، حتى سجل أرقاما قياسية في الزيارات بدءا من الدقائق الأولى صبيحة أمس. ثمّن غالبية من زاروا موقع التسجيل بوكالة "عدل"، المبادرة التي اعتبروها اختزالا لأشواط، من التعب، وقوفا في طوابير الانتظار، مثلما حصل للمكتتبين الأوائل 2001، بيد أن الغموض الذي يكتنف العملية، لا يزال قائما، عند الغالبية، خاصة ما تعلق، بإيداع الملفات في مقر الوكالة، ومصير التسجيلات الإلكترونية، وقد أربكت الأعطاب التي سجلها الموقع طيلة اليوم، المواطن الجزائري، خاصة وسط إعتقاد البعض أن المسجلين الأوائل ستكون حظوظهم أكبر ممن سيعقبونهم، وأن الوكالة لم تقدّم التفاصيل الكافية للعملية قبل انطلاقها، الأمر الذي تذمّر منه الكثيرون ممن التقيناهم. في حين، انتظر الشّطر الثاني من الراغبين في الاكتتاب أمس الانفراج، في محاولات متكررة لتكملة العملية الأولية، التي يراها البعض "مجرد" ذر للغبار في العيون، فحسب، "محمد. س"، "مثل هذه المبادرة يجب أن تقوم على أسس واضحة، وعلى شروط قبلية، كي لا يصبح الموضوع خبط عشواء، وكي لا يقع المواطنون في التساؤلات واللّغط"، في حين وجدت "أسماء. ع"، الموقع الطريقة الأمثل لحل معضلة الطوابير. استطاعت عملية التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لوكالة عدل، أن تكون محور الصور والتعليقات والكاريكاتور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حازت العملية رواجا واسعا وسط الشّباب، خاصة ما تعلق بخانة "غير المتزوجين"، والتي حلّت صبيحة اليوم، بعدما أثارت سخط الكثير في الموقع القديم، هذا الأخير الذي استثنى "العزّب"، كما اتّخذ عددا من فناني "الكاريكاتور"، من أزمة السّكن موضوعا لإبداعاتهم، في حين رصدت "البلاد"، زيارة قياسية لموقعها الإلكتروني، خاصة ما تعلق بالمواضيع التي جاءت بمستجدات التسجيلات. وقد شبه الذين حاولوا التسجيل، عبر الموقع، العملية، بترقب نتيجة شهادة البكالوريا، عبر الأنترنت، حيث تشهد الأخيرة ذات الضغط، في مرحلة ظهور النتائج، لا بل يصف، أصحاب مقاهي الأنترنت الأعداد الهائلة، للزّائرين لموقع التسجيل، للسكن في الوكالة بالقياسية مقارنة، بعدد "القلقين" على نتائج البكالوريا.