كشف العقيد الركن السابق في الجيش التونسي، محمد صالح الحيدري، "أن هناك تخطيط كتائب جهادية تابعة لتنظيم أنصار الشريعة ومقاتلين مرتزقة لاجتياح الجنوب التونسي انطلاقا من الأراضي الليبية"، مضيفا في تصريح على قناة نسمة التونسية الخاصة أمس، أن كتائب تابعة لتنظيم أنصار الشريعة خططت لاجتياح الجنوب التونسي بمعية مقاتلين ليبيين ومرتزقة ضمن قوة تعد نحو 10 آلاف مقاتل انطلاقا من الأراضي الليبية. وحول مصدر المعلومات ومدى صدقيتها، قال الحيدري "هناك مصادر وأدلة ثابتة وموثقة بوزارة الداخلية تؤكد هذا المخطط، من دون أن يكشف عن الجهة التي زودته بهذه التقارير. وتتقاطع تصريحات هذا الضابط المتقاعد مع معلومات كشفها وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في أحد برامج الإذاعية المحلية، والتي أكد فيها أن قوات الأمن التونسية أحبطت بالفعل مخططا لتنظيم أنصار الشريعة المصنف تنظيما إرهابيا كان يهدف لتقسيم البلاد الى ثلاث إمارات إسلامية بالشمال والوسط والجنوب، مضيفا أن هذا المخطط كان يتم التحضير له عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات في عدة مدن تونسية، وأوضح أن خطة الاجتياح للجنوب التونسي "تبدأ بتنفيذ 50 عملية تفجير في كامل التراب التونسي وخاصة بالعاصمة بهدف إرباك الجيش والأمن." وأشار إلى أن الهدف الأول من هذه العمليات هو تشتيت جهود المؤسسة العسكرية والأمنية والتمهيد للهجوم على الجنوب عبر ليبيا، لافتا إلى أن الخطورة تكمن في استحواذ هذه الكتائب على جزء من الترسانة الكيميائية التي تركها جيش العقيد الراحل معمر القذافي. وسبق أن بثت وزارة الداخلية التونسية في 28 أوت الماضي خلال مؤتمر صحفي محادثات عبر "سكايب" لعناصر إرهابية وهي بصدد التخطيط لتنفيذ 50 هجوما إرهابيا في آن واحد ضد مراكز أمنية وتجارية وأماكن حيوية في البلاد. لكن الخبير الأمني ناصر بن سلطانة، رئيس الجمعية التونسية للدراسات الإستراتيجية للأمن الشامل، استبعد إمكانية شن هجوم على تونس عبر الأراضي الليبية بسبب خضوع المنطقة لمراقبة القوى الغربية والجزائر وتحليق مستمر للطائرات دون طيار، مع تواجد الكتائب في منطقة بعيدة نسبيا عن الحدود التونسية. وقال الخبير الأمني "فضلا عن المراقبة الإقليمية ترتبط تونس باتفاقية صداقة مع الجزائر تعود الى سنة 1983 وتنص على تدخل الجيش الجزائري في حال تعرضت تونس إلى أي هجوم من ليبيا"، وتم بالفعل تفعيل هذه الاتفاقية سنة 1985 عندما هدد معمر القذافي باجتياح تونس وأرسلت الجزائر حينها 2500 جندي على الحدود التونسية استعدادا للتدخل. ويتم التنسيق الآن بشكل واسع بين الجيشين التونسيوالجزائري لتعقب جماعات إرهابية متحصنة بجبل الشعانبي على مقربة من الحدود الجزائرية متورطة في قتل تسعة جنود تونسيين وفي الاغتيالات السياسية بتونس. وكانت تونس قد أعلنت في 29 أوت الماضي حدودها الجنوبية المشتركة مع ليبيا والجزائر منطقة عسكرية عازلة للتصدي لمخاطر الإرهاب وتهريب السلاح.