صحيفة تونسية تنقل عن مصدر مقرب من رئيس الحكومة علي العريض نشرت صحيفة "الصريح" التونسية ما قالت إنها مقتطفات من معلومات ينتظر أن يكشفها وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، تشير الى سعي ما يسمى بتنظيم أنصار الشريعة في تونس عن إقامة "خلافة" إسلامية في المناطق الحدودية المتاخمة للجزائر من أجل الاستعداد لمشروع أكبر يمتد الى دول أخرى في إطار مشروع أكبر، وأول دولة يخطط التنظيم لاستهدافها بعد تونس هي الجزائر، لتمتد بعدها الى ليبيا. وكشفت الصحيفة في عددها الصادر أمس الأربعاء، أن المخطط الكبير الذي تريد الجماعة تنفيذه يرتكز على الأولى تحمل اسم "الاحتياط"، التي تسعى للقيام بأعمال إرهابية ذات أهداف محددة تتمثل أساسا في اقتحام البنوك والمراكز الأمنية وتنفيذ الاغتيالات السياسية وتخويف وإرباك رجال الأمن. وفي المرحلة الثانية التي تمت تسميتها ب"تحرير المبادرة" تتميز بكونها أكثر دموية وعدم اقتصارها على أشخاص معينين، تتمثل أساسا في القيام بتفجيرات ضخمة في أماكن عامة خاصة الفضاءات التجارية لاستهداف أكبر قدر ممكن من الأشخاص بغرض إشاعة الخوف والفوضى على نطاق كبير. وورد في المقتطفات الني نشرتها الصحيفة اتهام وزير الداخلية التونسي تنظيم أنصار الشريعة بالارتباط بكتيبة عقبة بن نافع التي يتزعّمها الإرهابي الجزائري عبد المالك درودكال الملقب بأبي مصعب عبد الودود والتابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما يجعل التهديد الذي يمثله هذا المخطط على الجزائر متوقعا، من خلال تقديم الإرهابيين المتحصنين على الحدود التونسية الدعم لنظرائهم الجزائريين الذين تراجعت عملياتهم بصورة ملحوطة في الفترة الأخيرة نتيجة الجهود التي تقوم بها قوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف المصالح الأمنية. وبرزت نشاطات تنظيم أنصار الشريعة في تونس بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي التي استغلت ضعف الأجهزة الأمنية في الفترة التي تلت "ثورة 14 جانفي"، وهو ما سبب مشاكل كبيرة هددت الاستقرار الأمني في البلاد الى درجة دفعت الحكومة التونسية الى وضع تنظيم "أنصار الشريعة" الذي ينتمي إديولوجيا الى الفكر السلفي على لائحة التنظيمات الإرهابية بعد الحصول على أدلة تثبت مسؤوليتها عن قتل سياسيين وعدة جنود. وأضاف العريض للصحفيين "بعدما جمعنا كثيرا من المعطيات والاعترافات والأدلة والأسلحة والمحجوزات والمخططات ثبت أن هذا التنظيم ضالع في العمليات الإرهابية التي وقعت في تونس بما فيها اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي والهجمات في الشعانبي، لذا قررنا رسميا إعلان أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا وكل من في هذا التنظيم سيكون عرضة للملاحقة القانونية." وزعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المعروف بأبوعياض وتسعى الشرطة للقبض عليه بتهمة التحريض على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في تونس في سبتمبر 2012 وهو مقاتل سابق للقاعدة في أفغانستان، حيث يفترض إقامته علاقات وثيقة مع قيادات الجماعات الإرهابية التي تنشط في الجزائر التي كانت بدايتها مع النشاط المسلح على الجبهة الأفغانية. علي العقون