- مدير "دار زاد لينك": هناك ضعف كبير في عدد القراء بالعربية مقارنة بالفرنسية أوضح ناشرون ورسامو شريط مرسوم مشاركون في الدورة السادسة لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم الذي اختتمت فعالياته مساء أول أمس بالعاصمة، أن ضعف الاهتمام بالشريط المرسوم الناطق بالعربية في الجزائر سببه قلة القراء. وقال مدير منشورات "زاد لينك"، وهي أول دار نشر جزائرية متخصصة في الشريط المرسوم، سليم إبراهيمي، إن قراء الشريط المرسوم سواء من الجيل القديم أو الجديد "جيل ما بعد التسعينيات" هم "في غالبيتهم من الناطقين أو المتعلمين بالفرنسية"، مضيفا أن هناك "ضعفا كبيرا في عدد القراء بالعربية مقارنة بالفرنسية". وضرب المثل ب"ألبوم" يحمل عنوان "نور المولد" الصادر باللغتين، حيث "بيعت كل أعداده بالفرنسية بينما لم يتم شراء ولا عدد واحد من طبعاته العربية". وفي الإطار، قال المتحدث إن "زاد لينك" -التي تنشر بالعربية الفصحى والدارجة والأمازيغية والفرنسية، أصدرت حوالي 10 عناوين بالعربية عبارة عن ترجمة لعدد من إصداراتها بالفرنسية -التي تفوق حاليا ال30 عنوانا، ولكنها "لم تلق رواجا لدى القراء". وتأسف مدير"زاد لينك" لكون العناوين "متوفرة في العاصمة والشرق والغرب بينما تنعدم في الجنوب لعدم وجود شبكات توزيع" -وهي إشكالية تخص توزيع الكتاب عموما- متحسرا في نفس الوقت لكون "بعض المكتبات مازالت لم تتقبل بعد فكرة بيع الأشرطة المرسومة". واعتبر إبراهيمي أن الشريط المرسوم في الجزائر "مازال ينتظر الانتعاش من جديد" بعد توقفه في التسعينيات ? وهو الذي عرف في السبعينيات والثمانينيات عصره الذهبي-، مشددا على أن أهم هدف للناشرين الجزائريين حاليا هو "إعطاء لمسة جزائرية لهذا الفن". في السياق ذاته، خصصت دار النشر "داليمان" من جهتها، إصدارا واحدا فقط بالعربية في جناحها، وهو ترجمة تحت عنوان "دفاتر من الجزائر"، الجزء الأول، لمؤلفه جاك فيرونداز -الذي كان قد حضر المهرجان وباع ألبومه بالإهداء- ولكن هذا الإصدار المترجم لم يلق اهتماما كبيرا من القراء حسب القائمين على الجناح. ونفس الانطباع بضعف الاهتمام بالشريط المرسوم الناطق بالعربية تركه أيضا جناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الذي خصص 7 عناوين فقط على غرار"الرايس عروج" و"أبطال من المغرب العربي" و"السندباد البحري" ولكنها قليلة جدا مقارنة بالعناوين بالفرنسية التي شكلت حوالي 90 بالمائة من مجموع الألبومات المعروضة، حسب مسؤول الجناح كشرود عبد الكريم. وكان للرسامين الشباب رأي في الموضوع، حيث اعتبرت إيمان -التي شاركت في إحدى مسابقات المهرجان بشريط مكتوب بالفرنسية- أنها تفضل أن تكون أعمالها المستقبلية بالفرنسية بدل العربية لكونها "ستفتح لها الطريق نحو العالمية" على حد قولها. وقصد إجراء مقارنة بواقع الشريط المرسوم الناطق بالعربية في تونس؛ قال رسام الأشرطة المرسومة التونسي ياسين إليل، إن الإصدارات في بلاده تتوزع بالتساوي تقريبا بين الفرنسية والعربية، حيث تتوجه الأولى "للأجانب وبعض النخب ذات الثقافة الفرنسية"، بينما تستهدف الثانية شريحة كبرى من الأطفال. وأوضح صاحب "غود باي بن علي" الصادر سنة2011 و"كسكس باللبن"، 2012 -الفائزة خلال المهرجان بجائزة أحسن مجلة متخصصة في الشريط المرسوم- إن مستوى الشريط المرسوم التونسي "مازال متوسطا" حيث لا يوجد حاليا إلا حوالي 20 رساما أغلبهم ينشرون بالعربية الفصحى أو الدارجة ومنهم "فقط 5 أو 6 بمستوى مقبول". وختم الرسام بالقول إن "الفن التاسع" في تونس لم يسترجع حريته إلا بعد سقوط نظام بن علي، مضيفا أنه مازال في بداياته سواء في تونس أوفي الجزائر ويجب على الفنانين في بلدانهم أن يعملوا على إعطائه الصبغة المحلية وإقامة قاعدة صلبة له داخليا.