شهدت مختلف ولايات الوطن خلال اليومين الفارطين، سلسلة من الحرائق تمثلت في 68 حريقا أتى على 496 هكتار من المساحات الغابية والزراعية، كما تسببت في ارتفاع درجة الحرارة لتفوق معدلها الفصلي المعتاد، مما سجل نسبة من الهلع والخوف وسط المواطنين المصابين بالأمراض المزمنة وضيق في التنفس وضعت مصالح الاستعجالات بالمستشفيات العمومية والعيادات الصحية في حالة تأهب، لاسيما بعد وفاة شخص مختنقا بالدخان الناتج عن الحرائق بمنطقة بودواو ببومرداس وإصابة آخر بحروق من الدرجة الثالثة بسكيكدة. وحسب المكلف بالاتصال والإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية برناوي نسيم، فإن وحدات الحماية المدنية قد قامت بعدة تدخلات من أجل إخماد 26 حريقا غابة عبر 13 ولاية، على رأسها تلمسان، البليدة، البويرة، تيزي وزو، سكيكدة، سيدي بلعباس، ڤالمة، المدية، معسكر، بومرداس، تيسمسيلت، تيبازة وميلة، وقد تسببت هذه الحرائق في إتلاف 50 هكتارا من الغابات، إلى جانب 25 حريق أدغال تسبب في إتلاف 81 هكتارا كذلك تم إخماد 17 حريقا شب بالمحاصيل الزراعية تسبب في خسارة 1721 شجرة مثمرة، 47 نخلة و5370 حزمة تبن. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال وحدات الحماية المدنية تكافح من أجل إخماد 11 حريق غابة وأدغال التي اندلعت مساء أول أمس وصبيحة أمس عبر 06 ولايات هي سيدي بلعباس، بومرداس، البليدة، المدية، تيسمسيلت وسوق أهراس. كما قامت وحدات الحماية المدنية بعدة تدخلات من أجل إخماد 06 حرائق، منها منزلية صناعية وحرائق مختلفة، في كل من ولايات سكيكدة، سطيف، بومرداس، مستغانموالبليدة، هذه الحرائق تسببت في إصابة شخص بحروق على مستوى ولاية سكيكدة ووفاة شخص آخر مختنقا بدخان الحريق على مستوى ولاية بومرداس ببلدية بودواو. من جهة ثانية، فقد أتت الحرائق بولاية البليدة على مساحة هائلة من الغابات التي لاتزال مشتعلة خاصة بجبال الشفة ومفتاح وبوعينان والأربعاء وبوڤرة متسببة في إتلاف 365 هكتار من الغطاء النباتي منها أشجار صنوبر وبلوط وصنوبر حلبي والكاليتوس وزيتون وغيرها من الأشجار المثمرة. وقد سخرت لعمليات إطفاء الحرائق التي قدرت ب9 بؤر كافة الوسائل البشرية والمادية التي يتوفر عليها القطاع إلى جانب وسائل تدخل محافظة الغابات للولاية التي تم التنسيق معها لإخماد الحرائق. من جهة ثانية، عرفت مصالح الاستعجالات عبر المستشفيات العمومية بالمناطق المتضررة من الحرائق إقبالا منقطع النظير، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، لاسيما منها ضيق في التنفس بسبب الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة وكثافة الدخان، حيث أجبرت الحرائق عدة سكان على مغادرة منازلهم إلى إشعار آخر، في وقت كان قد صرح فيه البروفيسور محمد غرينيك رئيس مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى نهاية الاسبوع المنصرم عن استقبال 70 ألف حالة مستعجلة يوميا عبر مختلف مستشفيات الوطن من مختلف الإصابات منها المتعلقة بالأمراض المزمنة والمضاعفات الناتجة عن الحرائق وارتفاع درجات الحرارة.