وقّع أمين الزاوي بجناح "منشورات الاختلاف" في معرض الكتاب مساء أول أمس، روايته الجديدة "نزهة الخاطر" التي تندرج الرواية في سياق فلسفته التي تعمل على فضح المستور، وإدانة الظلام بكل أشكاله السياسية والعاطفية والاجتماعية، وهو عمل في تجليات صعود الوعي بأشكاله السياسية والجسدية والفنية كافة. ويتتبع النص الروائي حياة "أنزار" الشاب المراهق الذي يعيش في نظام داخلي في إحدى الثانويات الجزائرية، ويعرف متعة الجنس، للمرة الأولى، مع عاملة تنظيف مبيت التلاميذ، وهي امرأة في عمر أمه، ويكتشف البطل الشاب في هذه الثانوية الموجودة في مدينة تلمسان، شخصية مصالي الحاج المناضل الممنوع الحديث عنه في مدينته. وتطرّق الزاوي في هذه الرواية إلى موضوع حساس في الحياة السياسية الجزائرية، ويمكن اعتبار "نزهة الخاطر" الرواية الجزائرية الأولى التي تتحدث عن أبي الحركة الوطنية الجزائرية مصالي الحاج، وتكشف القمع السياسي الذي عاشته الجزائر، وعاشه المصاليون وبقايا حزب "الشعب" من قِبل النظام الجزائري في الفترة الممتدة ما بين السنة الأولى للاستقلال وحتى نهاية الثمانينات، حيث يُصور الكاتب أحداث الجزائر بعد استرجاع الاستقلال من تنحية بن بلة وانعكاساتها على البلاد من عيني البطل "أنزار"، مع بداية التأسيس ل"بولسة" الدولة، إلى بداية تشكيل الجماعات المتطرفة الأولى، في شكل حلقات وندوات تدور جميعها في فكر مالك بن نبي. كما تتعرض الرواية أيضا إلى موضوع حب الأخ لأخيه، حيث درجت الروايات على تناول العلاقة ما بين الإخوة في شكل يتميز إما بالصراع أو العداوة، وفي هذه الرواية الفتى "أنزار" يحمل حبًا كبيرًا لأخيه "مازار" يصل حد الاندماج والحلول فيه. وتتطرق "نزهة الخاطر" عموما وبكل جرأة إلى صورة الأسرة الجزائرية، ما بين التقليد والاختراق والتكسير، وذلك من خلال شخصية العمة "ميمونة" التي تمثل التمرد في أكبر تجلياته، امرأة ضد الأخلاق وضد الحياة المنمطة، وهي مغنية وراقصة تحب الرجال والفن وتنتهي نهاية مأساوية.