كشفت مصادر مقربة من قطاع الاتصالات، أن سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية "أ.أر.بي.تي" بصدد الاتجاه للتراجع عن قرارها القاضي بضرورة تغيير الجزائريين لأرقامهم للاستفادة من خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال بعدما كانت متجهة لعدم الاعتراف بالأرقام الحالية للجزائريين عند إطلاق ال3 جي المرتقبة رسميا في الفاتح من ديسمبر المقبل في أربع ولايات نموذجية هي العاصمة، وهران، قسنطينة وورڤلة. وقالت نفس المصادر إن الملف أثار الجدل في أروقة سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وخلق انقسامات وسط معارضين لتغيير الأرقام والمؤيدين للفكرة، مما أدى -حسبه- إلى اللجوء إلى تشكيل لجنة خاصة لدراسة الوضع، التي ستعكف على إجراء عملية تقييم شاملة للقضية من الجوانب التقنية ومدى توفر الحلول التكنولوجية لتمكين الجزائريين من الاستفادة من خدمات التكنولوجية الجديدة المعروفة بالجيل الثالث مع الاحتفاظ بأرقامهم الحالية، علاوة على دراسة الأضرار التي تسببها للاقتصاد الوطني والمتعاملين الثلاثة للهاتف النقال والمشتركين الجزائريين الذين يقدر عددهم بنحو 37 مليون مشترك، في حال تم إقرار هذه الخطوة. ووفقا لنفس المصادر ستخرج اللجنة نفسها بعد ذلك - بتوصيات تتعلق بالجوانب التقنية والاقتصادية والمالية للعملية سيتم رفعها إلى رئاسة الهيئة للنظر فيها، كما أن قضية اعتماد هذه القرارات وجعلها عملية يبقى من صلاحيات ذات الهيئة، تؤكد ذات المصادر. وكان خبراء اقتصاديون ومختصون في الاتصالات، قد دقوا ناقوس الخطر حيال خطوة سلطة الضبط التي تقضي بإلزام المتعاملين الثالثة للهاتف النقال على توفير خدمات الجيل الثالث بشرائح جديدة تحمل أرقاما مغايرة تماما للأرقام الحالية التي ألف الجزائريون استعمالها لسنوات عديدة ويطرح مشكل عدم الاعتراف بالأرقام الحالية خلال إطلاق الجيل الثالث مشاكل خصوصا للشرائح الموجهة للهواتف الذكية "سمارت فون"، في حين أن المشكل لا يطرح بالنسبة إلى الشريحة الموجهة للربط بالأنترنت "شريحة داتا"، والتي تستعمل في اللوحات الرقمية "تابلات" أو أجهزة آي باد وغيرها، كون المستعمل ليس بحاجة للرقم لاستعماله في المكالمات ويحتاج شريحة يوسيم للربط بالأنترنت عالي التدفق فقط. واشار مصدر من سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في اتصال هاتفي ب«البلاد"، إلى أنه تقنيا يمكن الاستفادة من خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال مع الاحتفاظ بنفس الأرقام.