تسريبات تتحدث عن وجوده في حماية "أنصار الشريعة" الليبية أطلقت قوات الأمن التونسية حملة أمنية واسعة لتمشيط الحدود الجنوبية الغربية مع الجزائر على مستوى ولاية قبلي، وسط أنباء تداولتها وسائل إعلام محلية حول وجود زعيم جماعة "أنصار الشريعة الجهادية"، سيف الله بن حسين، المكنى بأبوعياض، متحصنا بالفرار في هذه المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية أن "فرقا خاصة من قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني نفذت عمليات تمشيط في ولاية قبلي، على الحدود الجنوبية الغربية مع الجزائر، وشملت مداهمة ثلاثة أهداف بكل من منطقة "نقة" من معتمدية سوق الأحد، وهنشير "زعفران" من معتمدية دوز الجنوبية".كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني نفيه للأخبار التي تم تداولها بخصوص وجود زعيم تيار "أنصار الشريعة" الذي أعلنته السلطات التونسية "تنظيماً إرهابياً"، أواخر أوت الماضي، بالجهة، أو فراره منها، نتيجة عمليات التمشيط. وتعليقاً على الموضوع، رجّح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، هادي يحمد أن "يكون أبوعياض، زعيم جماعة أنصار الشريعة، متواجداً في ليبيا معتمداً في ذلك على تقارير أمنية وصفها بالدقيقة"، مشيراً الى أنه لا "يمكن التصديق بوجوده في مكان كولاية قبلي، نظراً لطبيعتها المكشوفة أمنياً وجغرافياً".وقال يحمد إن "التيار المتطرف في تونس دائماً ما يعمد إلى تسريب بعض الأخبار عن أماكن تواجد قادته إلى وسائل الإعلام المحلية بهدف إدخال البلبلة في صفوف الأجهزة الأمنية وخلط الأوراق لدى الجهاز الاستخباري الأمني الذي يحاول منذ مدة إثبات فرضية تواجد زعيم أنصار الشرعية في ليبيا، وهذا الإثبات من المؤكد أنه ستنجم عنه تبعات قانونية وعدلية تهم حتى الجانب الرسمي الليبي". وأضاف هادي يحمد "لقد تحول أبوعياض إلى السرية منذ صدور الأمر بالقبض عليه في أحداث السفارة الأميركية الى العمل السري متخفياً في المناطق السكنية الكثيفة في العاصمة وغيرها من المدن داخل البلاد، ثم غادرها الى ليبيا بعد حادثة اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 أغسطس الماضي، وذلك في أعقاب تصنيف جماعته كتنظيم إرهابي من طرف السلطات التونسية، مستفيدة هناك من الفوضى الأمنية وحماية جماعة أنصار الشريعة في ليبيا ذات النفوذ القوي". من ناحية أخرى، اعتقل أبوعياض بين عامي 2003 و2011 في تونس، وقبل اعتقاله كان أحد زعماء مجموعة متطرفة تونسية قاتلت في أفغانستان إلى جانب القاعدة، وهذه المجموعة دبرت اعتداءً انتحارياً أودى بحياة أحمد شاه مسعود، قائد فرق المقاومة ضد مقاتلي طالبان في أفغانستان، قبل يومين من اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وكان وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، قد كشف في شهر سبتمبر الماضي، عن تواجد زعيم جماعة أنصار الشريعة في ليبيا، مشيراً إلى أن "جميع التقارير الأمنية التي وردت إلى وزارة الداخلية تؤكد ذلك"، على حد قوله.