وصف رئيس الحكومة التونسية علي العريض المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “أنصار الشريعة” وتقول إنها لا تعترف بسلطة الدولة في تونس بأنها غير شرعية و غير قانونية باعتبارها لم تحصل على الترخيص القانوني ولا تعترف بالدولة والمواطنة ولا بالقوانين واتهمها بالتورط في الإرهاب. وأكد العريض في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي على هامش زيارة لقطر أن الدولة ستواجهها بما يقتضيه القانون أمنيا وقضائيا وأنها عازمة على التصدي لكل من يتطاول عليها أو يدوس قوانينها أو يهدد المجتمع والنظام العام، من جهة أخرى، قال زعيم حركة أنصار الشريعة السلفية التونسية سيف الله بن حسين الشهير ب "أبوعياض" إن أنصاره "لن يهزموا" رغم مطاردة قيادات الحركة حسبما ورد في تسجيل صوتي بث في وقت متأخر من ليلة أمس الأول ، ووجه "أبوعياض" في التسجيل الذي تبلغ مدته خمس دقائق تقريبا كلمة إلى المشاركين في المؤتمر الذي كان مقررا أن تعقده الحركة، أمس الأول ومنعته السلطات التونسية قال فيها: «يعلم الله أني تمنيت أن أكون بينكم في هذه اللحظات التي تسطرون فيها بعزمكم وإصراركم وتوكلكم على الله صفحة مشرقة من تاريخ أمتنا»، وشهدت تونس أمس الأول يوم دام قتل فيه ثلاثة تونسيين واصيب آخرون جراء مواجهات بين ناشطين سلفيين وقوات الأمن في حي التضامن بالعاصمة كما اندلعت صدامات مماثلة في مدينة القيروان وسط تونس حيث قامت وزارة الداخلية بحظر مؤتمر غير مرخص لحركة أنصار الشريعة، وقام ناشطون وسط القيروان برمي الحجارة على الشرطة التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع كما اعتقلت المتحدث باسم الجماعة السلفية، واعتبرت السلطات التونسية في وقت سابق تجمع السلفيين الذي كان مقررا إقامته في مدينة القيروان الواقعة على بعد 150 كم جنوبتونس العاصمة يشكل "تهديدا" للبلاد فيما حاول مناصرو حركة أنصار الشريعة مواجهة الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة في المدينة، بالتجمع في حي التضامن بالعاصمة مما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن سقوط 3 قتلى و18 جريحا، من جانبها قامت حركة النهضة الحاكمة في تونس بتشديد تدابيرها للتصدي لحركة أنصار الشريعة السلفية المقربة من تنظيم القاعدة، وذلك بعد أن اتهمت على مدى أشهر بالتراخي في مواجهتها حيث تصدت بعد مواجهات بين قوات الأمن التونسية ومجموعات إسلامية مسلحة قرب الحدود الجزائرية مطلع الشهر الجاري، وتشتبه السلطات التونسية بوقوف "أبوعياض" وراء تظاهرة احتجاجية ضد الفيلم المسيء للرسول التي تطورت إلى هجوم على السفارة الأمريكية في تونس سبتمبر الماضي مما أسفر عن سقوط 4 قتلى في صفوف المهاجمين، واعتقل "أبوعياض" بين عامي 2003 و2011 في تونس، وقبل اعتقاله، كان أحد زعيمي مجموعة تونسية، قاتلت في أفغانستان إلى جانب "القاعدة" حيث خططت هذه المجموعة لهجوم انتحاري أودى بحياة قائد فرق المقاومة ضد مقاتلي طالبان في أفغانستان أحمد شاه مسعود، وذلك قبل يومين من وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001.