ذكرت إذاعة فرنسا الدولية، نقلا عن مصادرها في مالي، أن الجزائر عرضت وساطتها لتحقيق المصالحة بين الحكومة المالية في باماكو والجماعات المسلحة المتمركزة في الأقاليم الشمالية، وهذا خلال اجتماع غير رسمي مع ممثلي الأطراف في العاصمة الجزائرية يوم الخميس المقبل. وأضاف المصدر أن الجزائر تقدمت بهذا الطلب بناء على تاريخها بهذا الصدد، حيث قامت خلال عامي 1991 و2006 بالتوسط بين الميليشيات المسلحة وسلطة باماكو والتي تكللت بالتوقيع على اتفاقية سلام في مدينة تمنراست. أما سبب بروز الدور الجزائري خلال هذه المرحلة، فهو فشل المفاوضات التي تتم في العاصمة البوركينابية "واغادوغو"، حيث أصيبت بجمود كبير منذ انطلاقها في شهر أكتوبر من العام الماضي، مما دفع مختلف الأطراف للبحث عن جهة أخرى ترعى المفاوضات، وهو ما وجدته في الجزائر التي آثرت أن تقدم يد المساعدة للمجتمع الدولي الساعي لتحقيق الاستقرار وبعد توقف التقدم الحاصل في هذه القضية. وأكد التقرير أن السلطات المالية متحمسة بشدة لدخول الجزائر على خط حل الأزمة، خصوصا وأن زيارة مبرمجة للرئيس المالي في نهاية الشهر الجاري إلى الجزائر، والتي ستحتضن اللقاء الذي سيجمع بين الحركات المسلحة التابعة للأزواد الذين وصلوا في انتظار وصول الحركة التي تمثل عرب المنطقة، وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "الأخبار" الموريتانية أن هذه الجهة رفضت القدوم للحوار، لكن ورود الخبر في هذه الصحفية المعروفة بتشويشها على كل جهد جزائري في الساحل يجعل منه فاقدا للمصداقية. وعادت الاذاعة الفرنسية إلى مختلف الدعوات لتفعيل دور الجزائر في أزمة جارتها الجنوبية ومنها تصريح المبعوث الأممي إلى مالي بيرت كاوندرز، الذي أشاد بالدور الجزائري في تحقيق الأمن والمصالحة بهذا البلد، وكذلك كلام دبلوماسي إفريقي لم تذكر اسمه الذي قال إن المجتمع الدولي لا يستغني عن دور الجزائر "الذي لا يمكن أن يعوض بأي طرف، لذا يجب عليها أن لا ترفع يديها عن الملف أبدا".