"لا وجود لأي قاعدة أمريكية للطائرات من دون طيار في تونس قرب الجزائر" نفى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة صحة المعلومات التي تداولتها وسائل اعلام في الآونة الأخيرة عن مشروع اقامة قاعدة أمريكية للطائرات من دون طيار على الحدود التونسية مع الجزائر. و قال لعمامرة خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المالي الزهابي ولد سيدي محمد بجنان الميثاق أمس ردا على سؤال حول هذا الموضوع بالقول "لا توجد قوة أجنبية في الجزائر و لا على الحدود مع تونس فحسب المعلومات المتوفرة لدينا لا توجد أي قاعدة لطائرات من دون طيار". و لكن الوزير المالي لم يكن واضحا في اجابته على سؤال تم توجيهه اليه يتعلق بما يروج له عن مشروع اقامة قاعدة عسكرية فرنسية في منطقة "تيساليت" القريبة من الحدود الجزائرية الجنوبية، حيث أجاب بالقول "ان مالي تراعي سيادتها كدولة عند اتفاقها مع أي طرف" ، من دون أن ينفي الخبر بوضوح. و ركز ولد سيدي محمد على أهمية العلاقات بين البلدين و أفق تنمتيها في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة في الوقت الراهن من خلال دعم التنيمة و ارساء الأمن الحدودي خاصة بعد الأحداث التي عرفتها الأقاليم الشمالية لمالي عقب وقوعها تحت سيطرة الجماعات المسلحة و ما تبعها من تطورات. و بخصوص الحوار الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي بين ممثلين عن فصائل مسلحة تنشط في شمال مالي قال لعمامرة انها لقاءات استكشافية لا غير تهدف الى ايجاد أرضية مشتركة تقود الى المفاوضات النهائية بين جميع مكونات الشعب المالي و التي ستجرى في باماكو و يقودها الرئيس المنتخب ابراهيم أبو بكر كايتا ، مؤكدا على أن الجزائر ترى أن هذه المسألة هي قضية داخلية تخص دولة مالي ، و ما تقوم به يدخل في اطار المساعدة فقط ، و هو نفس ما أكد عليه وزير الخارجية المالي الذي ركز كثيرا على الطبيعة الداخلية للخلافات ، لكنه أشاد بالدور الذي تقوم به "الجزائر لجمع الفصائل المسلحة و الوصول الى تفاهم يؤسس للمصالحة التي لا تقصي أي طرف". و كان ظاهرا التأكيد المتكرر لكلا الوزيرين على أن النقاشات التي تجري حاليا في الجزائر لا تنافس الاتفاقيات التي تم ابرامها في العاصمة البوركينابية واغادوغو ، و هي التي سمحت باجراءات انتخابات برلمانية و رئاسية ، و انما هي استكمال لهذا المسار الذي يتطلب مشاركة أطراف أخرى. و نفى لعمامرة مقاطة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد النقاشات التي تجريها الفصائل المسلحة بالجزائر مؤكدا أنها لم تشارك فقط في جلسة يوم الخميس و لكن ممثليها يتواجدون حاليا في العاصمة ، معتبرا أن الحوار هو مفتوح للجميع من دون سقف زمني محدد لذا فالالتحاق به يتم بصورة تدريجية . و أعاد وزير الشؤون الخارجية التأكيد على السلامة الجسدية للدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مالي ، من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل و لا عن مدى تقدم جهود اطلاق سراحهم ، مكتفيا بالتعبير عن التزام الدولة بذلك مع التمني أن تعرف أزمتهم انفراجا في أقرب وقت.