تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية إقامة قاعدة للطائرات من دون طيار على تراب النيجر لتعزيز مراقبتها لتحركات المجموعات الجهادية بشمال مالي ومنطقة الساحل، خصوصا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ويندرج المشروع ضمن مساعي واشنطن لدعم وجودها العسكري في المنطقة بالتوازي مع العملية العسكرية التي تنفذها فرنسا في مالي، ولا يستبعد أن تشكل قاعدة طائرات »بريديتور« حافزا لنقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة »الأفريكوم« إلى النيجر. بدأت بوادر عسكرة منطقة الساحل وإقحامها في متاهات أمنية معقدة تظهر للعيان، بحيث تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية استنادا إلى مصادر عسكرية إلى إقامة قاعدة للطائرات من دون طيار في النيجر، ويرتقب أن يشكل ذلك إضافة للتواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة، بحيث ستسمح بتعزيز مراقبتها للمسلحين التابعين لمختلف فصائل التنظيمات الإرهابية، خصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط بمنطقة الساحل الصحراوي. وبحسب ما تناقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته، فإن توقف طائرات من دون طيار من طراز »بريديتور« أو »ريبر« غير مسلحة في بلد حدودي مع مالي من شأنه أن يتيح فورا تحسين المعلومات عن تحركات المسلحين الذين تقاتلهم فرنسا والجيش المالي، فيما نقل الموقع الاليكتروني للفضائية القطرية »الجزيرة« عن صحيفة نيويورك تايمز تصريحات لمسؤول آخر أكد بأن القاعدة ستسمح بدعم وجود القيادة الأميركية المكلفة بشؤون القارة الأفريقية (أفريكوم) في المنطقة، والرفع من قدراتها في مجالات المراقبة والاستطلاع، مشيرا إلى أن القاعدة ستسد فراغا معلوماتيا عن المنطقة التي تشهد العديد من التوترات وستسمح بمراقبة أكبر لحركة تنقل السلاح المهرب من ليبيا، وأوضحت الصحيفة أن القاعدة ستضم ثلاثمائة عنصر وستنطلق بعدد أقل من ذلك، ويظل انطلاق الطائرات في العمل مرهونا بموافقة وزارة الدفاع والبيت الأبيض، وستتركز مهمتها على الجانب الاستخباراتي. ورفض المسؤول الأول عن القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة المعروفة اختصارا باسم »أفريكوم«، الجنرال كارتر هام، الذي زار النيجر في وقت سابق من شهر جانفي، تأكيد أو نفي هذه المعلومات، غير أنه أكد أن بلاده في حاجة إلى مزيد من المعلومات الاستخباراتية عن المنطقة لمواجهة التهديدات المحتملة، ويرى محللون ومتتبعون للقضايا الأمنية بأن إقامة قاعدة عسكرية مخصصة للطائرات من دون طيار بالنيجر ربما يشكل مرحلة سوف تليها مراحل أخرى لتعزيز التواجد الأمريكي بهذا البد، إذ لا يستبعد أن تبادر واشنطن بنقل مقر »الأفريكوم« من شتوتغارت الألمانية أين يتواجد حاليا إلى النيجر، رغم كل ما قيل خلال السنوات الماضية من أن الولاياتالمتحدة لا تنوي إقامة قواعد عسكرية في إفريقيا ولا تنوي نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية إلى القارة السمراء، يشار أيضا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحرص على أن تعزز تواجدها بالمنطقة الساحل الصحراوي، وهذا بالتوازي مع العملية العسكرية اتلي تقوم بها فرنسا في شمال مالي ضد »الجهاديين« والتي يعتقد أنها ستسمح بتدعيم التواجد العسكري والأمني لفرنسا في مالي وفي عدد من دول الساحل الصحراوي على غرار النيجر. يذكر أيضا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دأبت ومنذ سقوط شمال مالي بيد التنظيمات المتطرفة على الدعوة إلى ضرورة مزاوجة الخيار العسكري بالحل السياسي، وذكرت وزارة الخارجية الأميركية فيما يشبه النصيحة لباريس »بان النزاع في مالي يجب أن يحل أيضا سياسياً خصوصاً عبر انتخابات«، وكررت القول »أن الولاياتالمتحدة لن تشارك في هذه الحرب«، وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أن »مشاكل مالي يجب أن تجد حلاً لا يكون امنيا محضاً، يجب أن يكون في موازاة أي طريق امني طريق سياسي، أن العودة إلى الاستقرار في مالي تتطلب إجراء انتخابات جديدة تغير نتيجة الانقلاب العسكري«.