اهتز قسم البيولوجيا بجامعة باجي مختار في ولاية عنابة على وقع فضيحة من العيار الثقيل، حيث تواطأت أطراف في الإدارة ل«تمكين" أكثر من 190 طالبا معظمهم أبناء شخصيات نافذة بولايات شرق البلاد من النجاح بكشوف نقاط مزورة، بعد أن عبث أحد الموظفين بمركز الحسابات الآلي عن طريق تزوير مقررات رسمية وتضخيم كشوف نقاط عدة مقاييس. وانتفض أمس طلبة قسم البيولوجيا التابعة لكلية العلوم الطبيعية، مطالبين إدارة الجامعة بضرورة التدخل العاجل للاستجابة للمطلب الذي كانوا قد طرحوه، والمتعلق أساسا بقضية تزوير كشوف نتائج مجموعة من الطلبة في الاختبارات، الأمر الذي تسبب في غلق البوابة الرئيسية للقسم طيلة الفترة الصباحية، قبل تدخل ممثل عن رئاسة الجامعة وعميد الكلية، والذين نجحوا في إقناع الطلبة بتشكيل وفد يمثلهم للتحاور مع رئيس الجامعة. واستمرت حالة الغليان في صفوف الطلبة إلى ساعة متأخرة بعدما تطورت الأمور إلى مناوشات مع مصالح الأمن. وذكر الطلبة أنهم لم يهضموا القرار المتخذ يوم 15 جانفي الجاري من قبل رئيس الجامعة عقب الاجتماعات الماراطونية مع عميد الكلية، بخصوص فضيحة تزوير كشوف النتائج الدراسية للسنة الجامعية 2013/ 2014 من طرف أحد الموظفين المكلفين بعملية تقييد نقاط الاختبارات الفصلية وكذا الأعمال التطبيقية الموجهة، حيث تمكن 190 طالبا بمختلف المستويات، معظمهم أبناء شخصيات نافذة من النجاح بطريقة مشبوهة ومخالفة للمحاضر وكذا الكشوف الأصلية قبل إلغاء العملية. وأكدت مصادر من جامعة باجي مختار ل«البلاد" أن قرار مدير الجامعة، استند على نتائج تحقيق إداري عقب اكتشاف تلاعب مبرمج بالنتائج أسفر فيما بعد على تأكيد وجود تزوير فاضح في محاضر لجان المداولات ونقاط كشوفات الطلبة التي تعرضت للتضخيم في نتائج الأعمال التطبيقية الموجهة، وذلك بتواطؤ من بعض الأساتذة والعون الإداري المكلف بحجز النتائج بواسطة جهاز الإعلام الآلي، حيث تم توقيفه عن العمل، حسب مسؤول برئاسة الجامعة. كما كشف التحقيق الذي أجرته رئيسة القسم طيلة أربعة أشهر، أن العديد من الطلبة الراسبين أصلا في السنة الجامعية الفارطة نجحوا بطريقة أثارت علامات استفهام لدى رئيسة القسم والأساتذة المؤطرين. فيما أجبر بعض الطلبة المتفوقين في الدراسة على إعادة المقاييس المبرمجة بعدما طالت أيادي التزوير والتلاعب بمصير الطلبة، الكشوف الرسمية لنتائج الاختبارات. في سياق متصل، ناشد ممثلو الطلبة، الوزارة الوصية، التدخل وإيفاد لجنة تحقيق بخصوص ما وصفوه بفضيحة الموسم و«البزنسة" بمصير الطلبة والتحصيل العلمي، مجددين في الوقت ذاته رفضهم إعادة دراسة المقاييس العالقة. كما طالبوا بإجراءات قانونية ردعية بشأن الأطراف المتورطة في الفضيحة حفاظا على مكانة الجامعة ومصداقية الاختبارات.